أعلن رئيس الحكومة الأسبق و الأمين العام المستقيل من حركة النهضة حمادي الجبالي عن عزمه اطلاق مبادرة لتكوين جبهة جديدة تحت يافطة الدفاع عن الحريات. و وصف الجبالي في تصريح لحقائق أون لاين ،اليوم الأحد ،على هامش ندوة نظمت من قبل جمعية العدالة وردّ الاعتبار فرع صفاقس تحت عنوان" ضمانات عدم عودة الاستبداد"،وضع المعارضة بالمشتّتة و المغيبّة، معتبرا أنّها مازالت لم تخرج من الصدمة الانتخابية وموقفها حرج بالنظر إلى أنّ وجودها في البرلمان ضعيف. وقال الجبالي إنّ هذه المعارضة تحتاج إلى لمّ شتاتها على قاعدة وضع أولويات، مؤكدا أنّ مبادرته تندرج في هذا المضمار الذي يراد منه، حسب تعبيره، تكوين جبهة للدفاع عن الحريّات. كما عبّر عن خشيته من عدم نجاح هذه المبادرة جرّاء الحسابات الضيّقة المرتبطة بالانتخابات الرئاسية، منتقدا مواقف رموز قوى المعارضة الذين مازال كلّ واحد منهم يرى في نفسه الزعيم الذي يجري وراء الرئاسة، وفق تقديره. وتابع بالقول ليت هؤلاء الزعماء يجتمعون في جبهة للدفاع عن الحريّات، مشيرا إلى أنّ أولويات البلاد حاليا هي الحفاظ على التجربة الديمقراطية. وحول مبادرة حراك شعب المواطنين التي أطلقها الرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي،قال الجبالي إنّه من غير المطروح بالنسبة له الانضمام اليها مضيفا أنّه لا يقرّ بالمنهج السياسي الذي تطرحه هذه المبادرة. ونفى الجبالي امكانية أن يقوم بتكوين حزب جديد معتبرا أنّ ذلك سيكون بمثابة فتح دكّان جديد يزيد في تشتيت القوى المدافعة عن الحريّات. وأضاف ان فحوى مبادرته سيكون رسالة مفادها أنّه قد آن الأوان لترك المصالح الذاتية و الحسابات الضيقة المتعلقة بالانتخابات الرئاسية القادمة ،قائلا إنّ رئاسة الجمهورية لا تعنيه في شيء، وفقا لما جاء على لسانه. كما شدّد حمادي الجبالي على أنّه ليس له مشكل شخصي مع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي أو رئيس الحكومة الحبيب الصيد مستدركا بالقول إنّ هذا لا يعني أنيّ سأسكت على أشياء أعتبرها مخلّة كلّف ذلك ما كلّف. وأوضح أنّ مؤاخذاته على رئيس الجمهورية تتعلق بممارسات وخطاب داعيا رئيس الحكومة إلى احترام الدستور في عمل الحكومة والصلاحيات التي تعتريها لخبطة. هذا وانتقد أيضا أداء وزير الخارجية الطيب البكوش الذي قال عنه إنّه يتكلّم وحده و كأنّه في جزيرة، مؤكدا ضرورة أن يحترم رئيس الحكومة الدستور في علاقة بتوزيع الصلاحيات حتّى لا يتمّ تسهيل عودة الاستبداد.