يبقى إشكال التمويل الرياضي للجمعيات والجامعات الرياضية أحد أبرز الملفات الشائكة في المشهد الرياضي ما يجعل تقريبا كل القطاعات في تبعية للدولة وفي حاجة ماسة للتمويل العمومي.. وزارة الشباب والرياضة كانت قبل الثورة مصدرا لتبديد المال المتأتي من الرياضة وخاصة من شركة النهوض بالرياضة "البرومسبور" وأيضا صندوق النهوض بالرياضة لذلك تم توجيه عدة تهم فساد لوزراء الرياضة لما قبل 14 جانفي وتمت مساءلتهم عن الأموال التي كانت تصرف لفائدة جمعية بسمة وللصندوق عدد 5 التابع لرئاسة الجمهورية وغيرها.. وزراء الرياضة الذين تمت مساءلتهم قانونيا كان ذلك بسبب حملهم لصفة "آمر صرف" له الصلاحيات القانونية التي تكفل له التدخل للإنفاق والتصرف في أموال الصندوق وأيضا البرومسبور أو تلك الشركة اليوم تخضع لتدقيق الهيئة العامة للرقابة المالية وفريق آخر من المدققين الذين حلوا بالشركة يوم الأربعاء الماضي من أجل التحقق من بعض الشبهات الخاصة بسوء التسيير وتضارب المصالح.. التدقيق الذي أجرته الهيئة العامة للرقابة المالية أدى إلى اكتشاف تحويل مالي بقيمة 500 ألف دينار من البرومسبور إلى إحدى الجامعات حديثة النشأة وذلك في 25 جوان 2012.. ولعل من الصدف أن الجامعة التي تمتعت بالتحويل هي الجامعة التونسية للرياضة للجميع التي يرأسها جلال تقية مستشار طارق ذياب وزير الشباب والرياضة آنذاك.. مصادرنا أشارت إلى أن "البرومسبور" تلقت في شهر جوان 2012 مراسلة من وزارة الشباب والرياضة تدعوها إلى ضخ المبلغ المذكور في حساب بنكي تحت تصرف الوزارة تبيّن لاحقا لمراقب الدولة أنه حساب جامعة جلال تقية وليس أحد حسابات الوزارة وهو ما جعل منها مراسلة تضليلية.. الهيئة العامة للرقابة المالية ومراقب الدولة لدى شركة النهوض بالرياضة بالإضافة إلى مجلس إدارة الشركة احتجوا على هذا التحويل ورأوا فيه سوء تقدير من رئيس الشركة مع إشارات إلى عدم تضارب مصالح باعتبار أن طارق ذياب وجلال تقية كانا حينها بصفتيهما وزيرا للرياضة ومستشارا لدى الوزير بالإضافة إلى أن المستشار يجمع صفة أخرى هي رئاسته للجامعة المتمتعة بالتحويل وهو ما ترك تأويلات.. المبلغ الذي تم تحويله بأمر من الوزير إلى حساب جامعة صديقه يساوي مثلا ربع ميزانية جامعة كرة اليد المقدرة بحسب مصدر رسمي بنحو مليوني دينار رغم الفارق الكبير والشاسع بينهما على صعيد المجازين وأيضا على مستوى حجم الاستحقاقات.. وهذا أمر يثير التساؤل بدوره؟ مصادرنا أكدت أن هيئة الرقابة المالية قد حققت في التحويل المالي الذي تم ايداعه حسابات الجامعة التونسية للرياضة للجميع وما هي إلا أيام ويصدر التقرير الخاص بالتحقيق والذي سيتضمن ما جئنا عليه آنفا.. من جهتنا حاولنا الاتصال بطارق ذياب فتعذر علينا ذلك أما جلال تقية فرفض الرد على اتصالاتنا رغم أننا قمنا بارسال رسالة نصية نشير فيها إلى هويتنا الصحفية.. وفي ما يلي نسخة من الصك: