أعوان أمن ملثمين و سيارة غير أمنية بدار المحامي : الداخلية توضح    قضية انستالينغو :محكمة التعقيب تقرر تاجيل النظر    مدنين: تركيز برنامج التربية الرقمية بالمدرسة الإبتدائية قصر أولاد سعيد بجرجيس    الإعداد لتركيز نقاط بيع نموذجية للمواد الاستهلاكية المدعمة بكافة معتمديات ولاية تونس    منطقة سدّ نبهانة تلقت 17 ملميترا من الامطار خلال 24 ساعة الماضية    فستان ميغان ماركل يقلب مواقع التواصل الاجتماعي ؟    الخميس القادم.. اضراب عام للمحامين ووقفة احتجاجية امام قصر العدالة    كل التفاصيل عن تذاكر الترجي و الاهلي المصري في مباراة السبت القادم    جندوبة: حجز مخدّرات وفتح تحقيق ضدّ خليّة تنشط في تهريبها على الحدود الغربية للبلاد    الرابطة الأولى: الكشف عن الموعد الجديد لدربي العاصمة    النادي الإفريقي يكشف عن تفاصيل تذاكر مواجهة النجم الساحلي    وادا تدعو إلى ''الإفراج الفوري'' عن مدير الوكالة التونسية لمكافحة المنشطات    كأس تونس: تحديد عدد تذاكر مواجهة نادي محيط قرقنة ومستقبل المرسى    أوّل أمريكيّة تقاضي أسترازينيكا: "لقاحها جعلني معاقة"    أول امرأة تقاضي ''أسترازينيكا''...لقاحها جعلني معاقة    سوسة: تفكيك شبكة لترويج المخدرات والاحتفاظ ب 3 أشخاص    باجة: خلال مشادة كلامية يطعنه بسكين ويرديه قتيلا    عقوبة التُهم التي تُواجهها سنية الدهماني    تركيز نظام معلوماتي للتقليص من مدة مكوث البضائع المورّدة بالمطار ..التفاصيل    مدنين: انقطاع في توزيع الماء الصالح للشرب بهذه المناطق    المندوبية الجهوية للتربية ببن عروس ..9283 مترشحا لامتحان باكالوريا دورة جوان 2024    عاجل/ مستجدات الكشف عن شبكة دولية لترويج المخدرات بسوسة..رجلي اعمال بحالة فرار..    تحذير من الديوانة بخصوص المبالغ المالية بالعُملة الصعبة .. التفاصيل    9 جرحى في حادث مرور على مستوى طريق مطار تونس قرطاج..وهذه التفاصيل..    في إطار تظاهرة ثقافية كبيرة ..«عاد الفينيقيون» فعادت الحياة للموقع الأثري بأوتيك    المعهد النموذحي بنابل ...افتتاح الأيام الثقافية التونسية الصينية بالمعاهد الثانوية لسنة 2024    تونس: 570 مليون دينار قيمة الطعام الذي يتم اهداره سنويّا    البنك الدولي يؤكد استعداده لدعم تونس في تنفيذ البرامج الاقتصادية والاجتماعية    برشلونة يهزم ريال سوسيداد ويصعد للمركز الثاني في البطولة الإسبانية    غوغل تطلق تحديثات أمنية طارئة لحماية متصفح Chrome (فيديو)    عاجل : أكبر مهربي البشر لأوروبا في قبضة الأمن    ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على غزة الى أكثر من 35 ألف شهيد وأكثر من 79 ألف جريح..    أخبار المال والأعمال    منها زيت الزيتون...وزير الفلاحة يؤكد الاهتمام بالغراسات الاستراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي ودعم التصدير    بقيمة 25 مليون أورو اسبانيا تجدد خط التمويل لفائدة المؤسسات التونسية    الاحتفاظ بنفرين من أجل مساعدة في «الحرقة»    هام/هذه نسبة امتلاء السدود والوضعية المائية أفضل من العام الفارط..    نقابة الصحفيين تنعى الزميلة المتقاعدة فائزة الجلاصي    بادرة فريدة من نوعها في الإعدادية النموذجية علي طراد ... 15 تلميذا يكتبون رواية جماعية تصدرها دار خريّف    مع الشروق ..صفعة جديدة لنتنياهو    مبابي يحرز جائزة أفضل لاعب في البطولة الفرنسية    الطواقم الطبية تنتشل 20 شهيداً جراء قصف للاحتلال الصهيوني على منازل جنوب قطاع غزة    مقتل 14 شخصا بعد انهيار لوحة إعلانية بهذه المنطقة جراء عاصفة رعدية..#خبر_عاجل    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    الهند: مقتل 14 شخصاً بعد سقوط لوحة إعلانية ضخمة جرّاء عاصفة رعدية    المدير العام لوكالة احياء التراث والتنمية الثقافية : التشريعات الجارية المنظمة لشؤون التراث في حاجة الى تطوير وإعادة نظر ثقافة    نابل..تردي الوضعية البيئية بالبرج الأثري بقليبية ودعوات إلى تدخل السلط لتنظيفه وحمايته من الاعتداءات المتكرّرة    القصرين : عروض الفروسية والرماية بمهرجان الحصان البربري وأيام الإستثمار والتنمية بتالة تستقطب جمهورا غفيرا    وزارة الشؤون الثقافية: الإعداد للدّورة الرّابعة للمجلس الأعلى للتعاون بين الجمهورية التونسية والجمهورية الفرنسية    سليانة: تقدم عملية مسح المسالك الفلاحية بنسبة 16 بالمائة    جراحة التجميل في تونس تستقطب سنويا أكثر من 30 ألف زائر أجنبي    نور شيبة يهاجم برنامج عبد الرزاق الشابي: ''برنامج فاشل لن أحضر كضيف''    وفاة أول متلقٍ لكلية خنزير بعد شهرين من الجراحة    مفتي الجمهورية... «الأضحية هي شعيرة يجب احترامها، لكنّها مرتبطة بشرط الاستطاعة»    أولا وأخيرا: نطق بلسان الحذاء    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حَرْبُ آل سعود على الشعب اليمَنيّ وَضَعَتْ نظامَهُم على طريقِ تَفَكُّكِهِ وتَلاشِيه
نشر في حقائق أون لاين يوم 30 - 06 - 2015

منذ نشأةِ الكيان السعودي في نجد والحجاز رَبَطَ مؤسِّسُهُ الأرمَد "عبد العزيز آل سعود" مصائرَ آلِ سعود ونظامهم الأوليغارشي الفاسد بإرادةِ آل روتشيلد وإداراتِهم الأمريكيّة المُتعاقبة مِن روزفلت إلى أوباما بحيث لم يَحِدْ مملوكٌ سعوديٌّ عن الصّراطِ الصهيو-أمريكيّ قيْدَ أنْملة إلا وقد لَقِيَ حَتْفَه الجسديّ أو السياسيّ كما حصل لفيصل عندما استخدم حظر النفط سلاحا في حرب تشرين/أكتوبر1973 على الكيان الصهيوني، وكما كاد عبد الله أن يفقد العرش عندما فكّر بمحاكاة أخيه فيصل نسبيّاً فهدَّدوه بتقسيم "المملكة السعودية" وضمّ المنطقة الشرقية منها إلى "البحرين" ممّا حدا بمأمور الأخيرة إلى أن يُسمِّي نفسَه مملوكاً استعدادا لذلك ، لكنّ المملوك عبد الله أذعنَ والتزم بتفاصيل الأجندة الصهيوأمريكية للمنطقة تارِكاً "حَمَد بن عيسى أل خليفة" في التسلل.
وفي سياقٍ كهذا ربّما يتنزّل تصريح مؤسس موقع ويكيليكس "جوليان أسانج" أن الوثائق المسربة عن وزارات النظام السعودي أظهرت "أن حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة يتصرّفون بشكل أكثر استقلالية وأكثر هجومية ويخرجون عن طوْع الولايات المتحدة أحياناً رغم أن العادة جرت على اعتبار السعودية أحد التابعين المطيعين للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط".
وكان موقع ويكيليكس بدأ تدريجياً بنشر نصف مليون وثيقة ومُسْتَند تعود إلى وزارة خارجية نظام آل سعود، وهى عبارة عن مراسلات سرية مِن وإلى مختلف السفارات السعودية حول العالم ومراسلات مع هيئات أجنبية إضافة إلى تقارير سريّة مِن مختلف المؤسسات السعودية الحكومية الأخرى ،توثِّق جميعُها كيف يعمل نظام آل سعود "على استغلال عائدات النفط من أجل تمويل الإرهاب في كل دول العالم ونشر الفوضى والقتل وتأجيج الأزمة في سورية (بالاتفاق السري مع حكام أنقرة والدوحة وتل أبيب)وكيف يشتري الولاءات ويقدم الرشا للشخصيات والأحزاب والحكومات ووسائل الإعلام في العديد من الدول بهدف استخدامهم في تجميل صورته الملطخة بدماء مَن قتلهم إرهابيو آل سعود العابرون للحدود"،ومن ذلك أن "النظام السعودي سارعَ إلى تقديم الدعم المالي للمؤسسات الصحفية المؤثرة في تونس بعد خروج الرئيس زين العابدين بن علي منها" وذلك في سياق سعيهِ إلى "شراءِ صَمْتِ وسائل الإعلامِ في كلِّ أصقاع الدنيا من أجل إخْراسِ النقاد بالإغراءِ والاستِمالةِ والتهديدِ والإبتِزاز"، وهذا ربّما يفسّر تغييب أخبار وصور الجرائم التي يرتكبها طيرانُ آل سعود الحربيّ ضدّ الأطفال والشيوخ والنساء بقصف المدن وتدمير البيوت على الأهالي الآمنين في حربه العدوانيّة الوحشية الحمقاء على اليمن ، عن وسائل الإعلام التونسية المقروءة والمرئية بما في ذلك تلك التي كانت لاتتردد في انتقاد الدور السعودي المتآمر على القضايا العربية في فلسطين والعراق ولبنان وسوريا ،لكنها "أشرقت" علينا مؤخرا برَمْي الورود على حكّام الرّياض!، هذا ناهيكَ عن رائحة "البترودولار" التي مافتئت تهبّ علينا مع كل "نسمة" تضليليّة تُحاولُ الاتّكاءَ إلى بُرهان.
ولكنّ ذلك كلّه لم يُجْدِ نَفْعاً فقد بدأ الغطاءُ يُرْفَع عن حقيقة أن نظامَ آل سعود يشهد بداية نهايته لدرجة أنّ إعلامه الخارجي كصحيفتي "الشرق الأوسط" و"الحياة" بدأ يشفّ عن هذه الحقيقة عندما انْقَسَمَ مؤخَّراً بين مُنتقدٍ بشدّة ل"مجلس الشورى" الذي رفَضَ التصويت لصالِحِ "مشروع نظام حماية الوحدة الوطنيّة"غير آبِهٍ بالمخاطر المحدقة بالمملكة والناجمة عن التعبئة الطائفية والمذهبية وبين مُدافِعٍ عن "مجلس الشورى" هذا ويطالب بمنحهِ المزيد مِن الصلاحيّات.
وإذا كان الدّورُ السعودي معروفاً في تمويل تنظيمِ "القاعدة" الذي كوّنته المخابراتُ الأمريكيّة بزعامة الشيخ "أسامة بن لادن"ورَفْدِهِ بالمُقاتِلين خلالَ الحرب الإرهابيّة التي شنّتها واشنطن على نظام كابول القريب مِن موسكو السوفياتيّة آنذاك واستبداله بنظام طالبان الوهّابي في أفغانستان لِتَحْصِدَ الرّياضُ جرّاءَ مااقترَفَتْهُ يداها آنذاكَ أيضاً (العقد الأخير من القرن الماضي وأوائل القرن الحالي)مَوْجَةً مِن الأعمالِ الإرهابيّة هزَّت العاصمة ومدنا سعوديّة كالخُبَر وغيرها ، فإنَّ الدَّورَ اللاحقَ للمَمْلُوك عبد الله كان أخْذ راية مواصلة تنفيذ خطّة "برنارد لويس" لإقامَةِ الشرق الأوسط الكبير مِن قبضةِ المأمُور القطَري "آل ثاني" بحماسة حمقاء وبصيرة سياسيّة رمداء إن لم نَقُلْ عمياء ، لم تُمَكِّنْهُ مِن إدراكِ أنَّ خطّةَ برنارد لويس في إعمامِ "الفوضى الخلّاقة" لتقسيمِ الكيانات الجغراسياسيّة القائمة في المنطقة المستهدفة مِن الباكستان إلى مراكش ،ستشمَل الكيانات الخليجيّة كافّة بَدْءاً بالكيانِ السعودي.
لقد تَوَهَّمَ آل سعود أنّهُم بمُنافَسَةِ قطَر وتركيا في التآمُر مع "إسرائيل" وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية على الدولة الوطنية السورية مِن خلالِ إطلاق تنظيم "داعش" الوهابي الإرهابي التكفيري بَعْدَ تصنيعِهِ مِن مادَّتين أوَّليّتين هُما تنظيم القاعدة للعراق وبلاد الشام الذي كان يقوده الزرقاوي ومايسمى "جيش رجال الطريقة النقشبندية" بقيادة عزت ابراهيم الدوري ، قد يُطيل في عُمْرِ عَرْشِ آل سعود ، وإمْعاناً في التَّوَهُّمِ بأنّهم اللاعب الإقليميّ المُمَثِّل للمُسلِمين السنّة في صراع طائفي (سنِّي-شيعي)مَرسُوم للمنطقة بغْيَة إغراقِها في "الفوضى الخلاقة" ، فُوجئ آل سعود بأنَّ تركيا أردوغان لم تُنافِسْهم على تمثيل سنّة المنطقة فقط ، بل سرعان ما افتَكَّت أنقرة من الرياض تنظيمَ "داعش" وجنَّدَتْه ووظَّفَتْه لصالحِ سياستها الاستعمارية التوسّعيّة الرامية أولا إلى فرض منطقة عازلة على المناطق العراقية والسورية المحاذية للحدود مع تركيا والتي تسكنها أغلبية كردية عراقية وكردية سورية ومن أجل ذلك وجّهت "داعش" لإفراغ هذه المناطق من سكانها بحرب إباديّة على الطريقة الإنكشارية ضد الأرمن :تهجير أو ذبح أوكلاهما معا ، وثانيا إلى التدخل العسكري التركي المباشر لاحتلال ضمّ مدن سورية وعراقية كحلب وإدلب والرقة والحسكة والموصل وغيرها إلى "الإمبراطورية العثمانية الجديدة " التي يرنو أردوغان وحزبه إلى بعثِها على أنقاضِ الدّولتين السورية والعراقية ،لاسمح الله وشعوب سوريا والعراق وتركيا .
ولِتوريطِها أكثر على طريقِ تفكيكِها لِصالحِ الأطماعِ التركية الأردوغانيّة مِن جهة ، وأطماعِ الكيان الهاشمي الذي يأمل مملوكُهُ "عبد الله الثاني" أوّل مَن أطْلَقَ مقولة "الهلال الشيعي" المَشبُوهة ، ويطرح نفسه الآن زعيماً للمسلمين السنّة في جنوبيّ سوريا وغربيّ العراق وفي الضفّة الغربيّة لفلسطين المحتلّة (الذي يتطلَّع إلى إعادة ضَمِّها إلى الكيان الأردنيّ في سياق تصفية القضيّة الفلسطينيّة الهدف الاستراتيجي لمؤامرة الربيع العربي) ناهيك عن تَطَلُّعِهِ إلى "استِعادَةِ الإرْثِ التاريخيّ في الحجاز ، وعلى إيقاعِ هذا التطلُّع المريض تَمَّ رَفْعُ "الراية الهاشميّة" الشبيهة براية "داعش" مع اختلافٍ في اللون (لون الراية الهاشمية خَمْري نبيذي)في مَراسم عسكريّة لأوَّلِ مَرَّة بعدَ خمسة قرون مِن رَفْعِها مِن طَرَف الشريف أبي نمي سنة 1515ميلادية، وذلك على خلفيّةِ فتُورٍ بين الرّياضِ وعمّان حيث صَعَّدَ المملوك عبد الله الثاني مِن سلوكِ والدِهِ المَملوك الحسين بن طلال الذي كان يدعو إلى مُناداتِهِ بالشريفِ الحسين كلّما نَشَبَ خِلافٌ بينَهُ وبين مَملوكٍ سعوديّ.
وفي سياق هذا التطلُّع الضَّبْعي -نسبةً إلى الضِّباع- تحدّث "إعلاميون وكَتَبَة أردنيّون بلهفة عن توسيع الأردن ليصبحَ دولة عربية كبيرة عاصمتها عمّان، غافلين عن أن خطّة برنارد لويس تسمح بتوسيع "دولة إسرائيل اليهودية" فقط بينما أي دولة أخرى بما في ذلك الكيان الهاشمي الذي نشأ توأماً للكيان الصهيوني مصيرها المرسوم لها هو التقسيم.
إذَنْ إمْعاناً في دَفْعِ الرياض إلى الهاوية زيَّنوا لحُكّامِها شَنّ حَرْبٍ خاطفة على اليمَن وإجبارشعبه على الخضوع لمشيئةِ آل سعود التي هي ظلٌّ مِن ظِلالِ مَشيئةِ آل روتشيلد عبر العالم وتاريخه المُعاصِر، لكنّ البشائر الأوليّة لهذه الحرب السعوديّة القذرة تؤكّد أن الشعبَ اليمنيّ العنيد لن يجعل فقط هذه الحربَ بَسوسيّةً في طُولِها ، بل سيغتنمها لاستعادة ثلاث مدن يمنيّة كان نظام آل سعود قد ضمَّها إلى كيانه الغاشم وهي "نجران" ،"سعير" و"جيزان" ، وبما أنّ أوّل السَّيْل قَطْرُفقد أعلنت حركة "أحرار نجران" المؤلفة من مناضلين سياسيين ينتمون إلى مختلف قبائل نجران أنهم بدأوا الإشتباك مع الجيش السعودي وقتلوا عددا من جنوده وسيطروا على منطقة المشعليّة جنوبيّ المملكة.
ولأنّ آل سعود مثلهم مثل آل ثاني وآل خليفة وآل نهيان وآل الصباح وأردوغان والإخوان المسلمين ومايسمى المعارضة السورية بمجلسها الاسطنبولي وائتلافها القطَري وفصائلها العسكرية الإرهابية التكفيرية كالجيش الحر والجبهة الإسلامية وجبهة النصرة وتنظيم "داعش" ، ليسوا إلا أداة مِن هذه الأدوات التي تتضافر وتتكامل أدوارها التآمرية الخيانيّة العدوانيّة الوحشية القاسية ضدّ الدول الوطنيّة المستهدَفة مِن الباكستان إلى مراكش والتي يجري العمَل بدأب على تقسيمِها إلى دويلات فاشلة على أسس دينية طائفية وعرقية وعشائرية وجهوية تدور جميعها في فلك "دولة إسرائيل اليهودية الكبرى " مقيمةً بذلك الشرق الأوسط الكبير المَنشود صهيونياً، فإنّ إعلان انتهاء صلوحيّة الأداة الصهيوأمريكيّة المُسمّاة "المملكة العربية السعوديّة " باتت وشيكة ، والذي سيدقّ المسامير الأخيرة في تابوت هذا الكيان ونظامه الأوليغارشي المشبوه تاريخيّاً هو عدوانه الغاشم وغير المَسبُوق على الشعب اليمني ، ومِن مؤشرات هذه النهاية الحتمية لآل سعود:
*ارتفاع إنفاق الكيان السعودي العسكري بسبب حرب الرياض على اليمن ، ليبلغ عجز السعودية ربع تريليون ريال خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري 2015، علماً أنّ السعوديّة باتت العام الماضي أكبرَ مستورد للأسلحة في العالم ، مُجاوِزَة على هذا الصعيد الصين والهند ودُوَل أوربّا الغربيّة مجتمِعَةً . وَهَوَسُ آل سعود باستيراد الأسلحة جاء على خلفيّة عَدّ هم الجمهورية الإسلامية الإيران عدوّهم الأوّل وكان موقع ويكيليكس قد نشر سنة 2011وثائق تؤكد أن المملوك السعودي عبد الله بن عبد العزيز دعا الولايات المتحدة مراراً إلى توجيه ضربة عسكرية إلى إيران والقضاء على برنامجها النووي الذي تعدّه الرياض الآن "أولوية استراتيجية سعودية"، بل إن نظام آل سعود بَلَغَ مِن الحماقة والعتْه أنه أعلن عن استعداده لأن يسمحَ للطائرات الحربية الإسرائيلية باستخدام أجواء "المملكة العربية السعودية" مِن أجل ضرْبِ المُنشآت النووية الإيرانية في حال نفّذَتْ تل أبيب تهديداتها .فالمملكة التي كانت تحرص على إبقاء علاقاتها "التاريخية" مع الكيان الصهيوني سرّيّة باتت أخبار تعاونها مع تل أبيب تتصدّر الصحفَ الأجنبية وبينها الإسرائيلية إن كان بخصوص بيع نفط نجد والحجاز إلى الكيان الصهيوني ناهيك عن التعاون الاستراتيجي واللوجستي والاستخباراتي الدائم ضد إيران ، وكان آخر أخبار هذا التعاون يتعلق بطائرة ركاب سعودية "إير باص" حطّت في مطار بن غوريون يوم 2015/5/5للحصول على صيانة بموجب اتفاقية مع شركة إسرائيلية مختصة ، حيث ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية أن الطائرة السعودية "وصلت إلى إسرائيل ولم يكن على متنها ركاب ، بل وصلت لإجراء عملية صيانة في منشأة بيديك التابعة للصناعات الجوية الإسرائيلية ".وكما بات معلوماً ليس تهويل الخطر الإيراني إلا ذريعة لانتقال آل سعود من التحالف الذي أجبرتهم عليه واشنطن مع مصر لإبعاد القاهرة عن موسكو من جهة ومواجهة تركيا وقطر والإخوان المسلمين الذين يجردونها مِن زعامة الحيّز الإسلامي السنّي في المنطقة من جهة ثانية ، إلى سياسة التقارب مع تركيا وقطر والإخوان المسلمين برعاية إسرائيلية كرد فعل سعودي أرعن على ماعَدَّتْه الرياض انفراجا أو تقارباً بين واشنطن وطهران ، كما أن تهويل الخطر الإيراني المزعوم كان ذريعةً أيضاً لتسلُّم الكيان الصهيوني ميدانيا قيادة الأدوات التي تنفِّذ خطّة "برنارد لويس" لتعميم الفوضى الخلاقة وتقسيم المنطقة بعد أن كان يقودها صهاينة أمريكان كجون ماكين وأوربيين كبرنار هنري ليفي وإسرائيليين من أصل عربي كعزمي بشارة ناهيك عن المملوكين السعودي والأردني والمأمور القطري والمرؤوس التركي ، فالكيان الصهيوني بات يشرف على عمليات جبهة النصرة والجيش الحر في جنوبي سوريا ويفاخر بعلاج جرحاهما في مستشفياته واستضافة "معارضين سوريين" من "إئتلاف الدوحة" في الكنيست وغيره من مؤسسات كيانه العنصري الاستيطاني التوسّعي ، وحتى أردوغان يعلن مؤخرا عن أنه قرر تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني في المجالات كافة وكأنه لم يفعل بَعْد!.
*إن ضباط الكيان السعودي ليسوا فقط شركاء مع ضباط إسرائيليين وأردنيين في غرفة العمليات التي يديرها الأمريكان في الأردن تحت اسم "الموك" والتي تدير العمليات الإرهابية في جنوب سهل حوران لمصلحة مايسمى "الجيش الحر" فتزوّد إرهابييه بالاحتياجات اللوجستية والمعلومات الاستخبارية ، بل هُم أيضاً شركاء لضباط إسرائيليين في حرب آل سعود على اليمن الأمر الذي أكّده مَقْتَل 20ضابطاً عسكرياً إسرائيلياً مِن كبار الخبراء في سلاح الجوّ الإسرائيلي بقاعدة خميس شميط العسكرية مِن جراء تعرّض القاعدة المذكورة لصاروخ سكود يمني أودى كذلك بحياة طيارين وضباط وجنود سعوديين على رأسهم الفريق الركن محمد بن أحمد الشعلان قائد القوات الجوية السعوديّة.
وهذا الواقع الجديد المخزي الذي وجد فيه ضباطُ وجنودُ الجيش السعودي أنفُسَهُم دَفَعَ الطيار السعودي "محمد عمر العنزي " إلى أن ينتحر بعد أن شاهدَ صُوَرَ أشلاء أطفال يمنيين في صنعاء مزّقت قذائفُ الطائرات السعودية أجسادهم ، مُخَلِّفاً وراءه وصيّة جاء فيها حرفيّاً :
نحنُ نسينا الإسلام فأصبحنا مُضطرّين لِسَفْكِ دِماء المُسلِمِين برفقةِ طيّارين مسيحيين ويهود ، فقد أدْخَلَنا الأمير محمد بن سلمان في حرب" فاشلة . أنا لا أفهم لماذا نجعل مصالحَ بلادِنا عرْضَةً للخَطَر بأمْرٍ مِن أمريكا واليهود . محمد بن سلمان هُو المُسيطِر على الملك ويدفَع المملكة لأزمة شاملة . لا أرى أمامي طريقاً للخلاص إلا الموت ولو بقيتُ على قَيْدِ الحياة سيجبرونني على المُشارَكةِ في قتْلِ الناس مُجدَّداً ".
بهكذا معنويات ناجمة عن عدم إيمان بهذه الحرب وإقرار بعدم عدالتها بل بعدوانيّتها ووحشيّتها يفرّ مِن ساحاتِها مَن لم يُقْتل أو يُؤسَر بَعْد مِن ضبّاط وجنود الجيش السعودي أمام مقاتلي الشعب اليمني الذي وَحَّدَتْه الغاراتُ البَدَويّة السعوديّة الحاقدة على مُدُنِ اليَمَن كافّة ليغلي الشارع اليمني باحتقان وغضَبٍ غير مَسبُوقَين ضدَّ كُلِّ ماهو سعودي وليَتَوافَدَ المُقاتِلون اليمنيّون آلافاً تتلوها الآلاف للثأر لدماء وأرواح أطفالهم ونسائهم وشيوخهم مِن الجيش السعودي الذي أضحى بِدَوْرِهِ ضحيّة سلمان بن عبد العزيز ملك الاستخراء المُصاب بالزّهايمر .
*لاشكّ في أنّ مُعطيات الميدان وحقيقة أنّ الكثيرين مِن جنود وضبّاط الجيش السعودي ومِن القبائل والعشائر في مختلف أنحاء "المملكة " يعودون إلى أصْلٍ يَمَنِيّ ، لابُدَّ أن يعني استحالة اندفاع الجيش السعوديّ بَرّاً داخل الأراضي اليمنيّة بل العكس هو الصحيح ، ذلك أنّ قوات الشعب اليمنيّ هي التي تتقدَّم باتجاه الأراضي والمدُن يمنيّة الأصل التي سلَبَتْها السعوديّة مُستغلّةً ضُعْف الدولة اليمنية وحكوماتها السابقة. ولذلك قلَّصَ أل سعود غاراتهم الجبانة نسبيّاً وانفجَرَتْ خلافاتٌ حادّة بين المأمورين السعوديين وسادت الرياض حالة من القلق بعدَ مَقتل قائد القوات الجوية السعوديّ ووقوع قائد الحرس السعودي أسيرا في قبضة الجيش اليمني واللجان الشعبية اليمنية .وعلى هذا الإيقاع يتحرّك الأمير متعب بن عبد الله برغبة عارمة في الانتقام مِن إبعادهِ بعد وفاة والدِه ،وربّما يُنَسِّقُ مع وليّ العهد مقرن بن عبد العزيز المُجَرَّد مِن أيّ دَوْر فعْلي ،أو يُنسِّق مع محمّد بن نايف الذي يبدو أنّه مُتَوَرِّطٌ في إسنادِ ملفّ الحرب على اليمن إليه خاصّة وأنّه يعلم أنّ دَعْمَ أيّ قبيلة يمنيّة ضدّ الحوثيين تعني موضوعيّا وعَملاتيّاً دَعْمَ تنظيم القاعدة ، وَمِن جهة أخرى فإنَّ محمد بن سلمان وزير الدفاع مُتَهَوِّر وصاحب سلطة وبيَدِهِ ختم والده المملوك سلمان بن عبد العزيز يفعل به مايعنّ له ِ.ومِن آخِرِ أخبارهِ أنه بَعد عودته مِن زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية قضى في إحدى جُزُر المالديف شهر عسل بمناسبة زواجه مِن ابنة فهد بن بندر بن محمد بن عبد الرحمن كانت كلفته ثمانية ملايين دولار أمريكي حيث حضر للترفيه عنه أشهرُ المغنين العالميين مثل "جنيفر لوبيز" وشاكيرا" ومغني الراب "بيتبول" ، وذلك تزامَن مع وفاة عمّتِهِ "جواهربنت عبد العزيز" فلم يحضر موكب العزاء بموتها ، وفي وقت يشهد خوَْض جنودُهُ وضبّاطه في وحول الحرب على اليمن.
وما فعله محمد بن سلمان ينسجمُ مع انغماس "الأمراء السعوديين وعددهم 10آلاف" في حياةِ لَهْوٍ قوامها الكحول والجنس والمخدرات وخاصّة في جدّة ،أمام مرأى "شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " التي تطارد عامّة الشعب لكنّها لاتحرّك ساكناً تجاه أي حفلٍ ماجنٍ طالما يحضره أميرٌ أو يُقامُ في قصر أمير، علماً أنَّه بسبب انخفاض أسعار النفط وتكلفة الحرب على اليمن تمّ تجميد الكثير مِن المشاريع بينما "الأمراء" يتسابقون على نهْبِ المتبقّي من المال للإمعان في تعطيل المشاريع وإضعاف السيولة النقديّة.
*يقولُ "مُجتهد" المُغَرِّدُ السعوديُّ على "تويتر"الذي بات أكثر شهرةً مِن "سعود سيف النَّصْر" الذي هو الآخر يكتب تغريداتٍ تنتقد نظام آل سعود :"إن المملكة أمام ثلاثة سيناريوهات:1-الصدام بين أركان الأسرة الحاكمة،2-تفاقم المشكلات،3-عنف مسلح بالداخِل.فالوضع في المملكة :قلِقٌ ،مُرتَبِكٌ ، غامِضٌ ، تَرَقّبٌ ، عَدَمُ طمأنينة وَخَوْفٌ مِن المستقبَل".لكنَّ الأخطَرَ هو ماتَسرَّبَ مِن مصادر دبلوماسية أوربية يزعم أنّ أجنحةً مِن العائلةِ الحاكِمَة قد تكون وراء العمليتين الإرهابيّتين اللتين استهدفتا مسجدين للمسلمين الشيعة في الدمام والقطيف من أجل خَلْقِ مَناخٍ لتشكيل مجموعاتٍ إرهابية تضرب مؤسسات حكومية وتحاول اغتيال شخصيات من النظام لإحراج "القيادة الجديدة" وإظهارها بمظهر العاجز عن إدارة دفّةِ الحكم.وعلى الرغم مِن وَجاهَةِ هذه "المعلومات؟" فإنّ الهدف مِن تفجير المساجد الشيعيّة في المنطقة الشرقية من "المملكة" هو أنّ المؤسسة الدينية الخاضعة لنظام آل سعود والتي لن تخرج عليه هي التي ترعى في السعودية والمنطقة أكبر احتياطي للإرهاب الوهابي التكفيري يدعمه أكبر احتياطي للنفط في العالم ، والنظام ومؤسسته الدينيّة على الرغم مِن أن سياساته الحمقاء التي توَّجَها بالحرب على اليمَن وضَعَتْهُ بامتياز على طريق التفكُّكِ والتلاشي إلا أنَّ الدوائر الصهيو أمريكية والإسرائيلية تحديداً نجحت وتنجح في استثمار اندفاعه الهستيري نحو الهاوية لإنضاج الظروف المؤاتية أكثر لإعمام الفوضى الخلاقة ،باستخدام جميع السُّبُل الممكنة بل والمُتَخَيَّلة لإطلاق الحرب السنيّة - الشيعيّة التي لن تبقي ولن تذر حجراً على حجَرفي الكيانات الخليجية خاصة ،وهَدم الدول القائمة على رؤوس حكامها ومحكوميها وصولا إلى تقسيمها وفق مقتضيات إقامة الشرق الأوسط الكبير، وفي هذا السياق نُفَسِّر قدوم إرهابي سعودي من "المملكة" لتفجير مسجدٍ للمسلمين الشيعة في الكويت.
ولكن بالمقابل ثمّة وَعْيٌ عند القوى التي تتصدّى لخطة برنارد لويس ومشروع الشرق الأوسط الكبير بحيث نجحت إلى حدّ الآن في لَجْم أيّ ردود فعْل قد يفضي إلى "الفوضى" المُرتجاة في المنطقة صهيونياً كأن يتمّ الردّ على تفجير كل مسجد "شيعي " بتفجير مسجد "سنّي" ، علما أنه علينا أن لانستغرب في قادِمِ الأيّام أن تقوم ذات الجهات التي تفجّر المساجد الشيعية بتفجير المساجد السنية وإشاعة أن جهات "شيعيّة" قامت بتفجيرها.
وعلى كلّ حال إنّ رافعات نضاليّة عديدة يُمكِن تفعيلها لإسقاط نظام آل سعود وافتكاك الدولة بمؤسساتها منهم في أفق وطنيّ ، ومن هذه الرافعات النضال المطلبي في المدن والقرى المهمّشة وبعث حركات مناهضة للحرب على اليمن وحركات ضدّ فساد العائلة الحاكمة ، ومن البشائر على هذا الصعيد الإعلان مؤخّراً عن حركة "اعتقال" على موقِع التواصل الاجتماعي "تويتر" والتي تقول إنها"تعمل على إدارة الإحتجاجات داخل المملكة".
وفي كل الأحوال إن انهيار نظام آل سعود ومؤسسته الدينية الوهابية التكفيرية الذي يُغْدِق مِن أموال النفط والذهب وريع الحج إلى الكعبة على كلّ من يتبنّى عقيدته الوهابية التكفيريّة إلى جانب انهيار نظام أردوغان المُوكَل دَفْنه إلى أحرار المنطقة وفي طليعتهم مُناضليّ الشعب الكردي شرطان أساسيان لِوقْفِ حمّام الدّم الذي يُهدّد البشرية المُعاصِرَة وشعوبها كافّة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.