ناقش رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الوضع الذي تمر به مصر وتحديدا أحكام الإعدام الجماعية التي ينطق بها القضاء المصري في حق قيادات الإخوان، وأبدت الجزائر دعمها اللامشروط لتونس في محاربتها للإرهاب. وكشف مسؤول العلاقات الخارجية في النهضة التونسية رفيق عبد السلام، أجزاء من اللقاء الذي جمع وفد حركة النهضة يتقدمه راشد الغنوشي، مع الرئيس الجزائري بوتفليقة ومستشاره الطيب بلعيز، ووزيره الخارجية لعمامرة. وقال عبد السلام لصحيفة الشروق الجزائرية ان"الزيارة تمت بطلبنا، وتمحورت حول المسائل الثنائية التي تجمع البلدين، ولمسنا من القيادة الجزائرية كل التفهم، وتطابق وجهات النظر معها". وكان الوفد التونسي، قد استعرض لبوتفليقة، الوضع المصري وتحديدا ملف الإخوان بعد عزم الرئيس السيسي المضي في تنفيذ أحكام الإعدام في حق قيادات التنظيم، خاصة وأن الجزائر قد رفضت في وقت سابق الطلب المصري بتصنيف الإخوان تنظيما إرهابيا، قال عبد السلام "لم نتحدث تفصيلا في هذا الموضوع، لكن تناولنا كل المشاكل والأزمات التي يعرفها العالم العربي، بما في ذلك الواقع المصري ومواقع أخرى" وعن التشخيص الذي قدمه وفد النهضة عن الواقع المصري، أجاب محدثنا "هنالك خشية من أن تدحرج مصر إلى الحرب، لأن من شأن ذلك أن يؤثر على العالم العربي ككل، وقلنا إن العنف وسياسة الاعتقالات المتبعة من قبل النظام المصري لن تأتي بأية نتيجة.. على النظام المصري أن يعود لطاولة الحوار... مصر تتخبط في أزمة عميقة"، وفي سياق إقليمي كذلك تم التطرق، بحسب المصدر، إلى الوضع في الليبي وفيه أكد الطرفين رفضهما للتدخلات الأجنبية والمضي نحو الحل السياسي. وعن إرهاصات العملية الإرهابية التي حصلت الجمعة الماضي بسوسة، أكد القيادي في النهضة "استمعنا من أشقائنا الجزائريين، مواقف قوية ومعبرة، للتضامن والوقوف إلى جانبا في حربنا ضد الإرهاب، والرقي بالتعاون على كل المستويات". وحرص عبد السلام الذي اشتغل وزيرا للخارجية، أن ينأى عن التجاذب الذي يميز زيارات الغنوشي إلى الجزائر، بالقول "لا نسعى أن نكون أبدا في مقام الحكومة التونسية، ولكن زيارتنا إلى الجزائر تأتي في إطار التكامل الدبلوماسي الشعبي، دون إغفال أن الحركة جزء من الحكومة التونسية".