قال رقيب أمن (نتحفظ عن ذكر اسمه) يعمل بمنطقة الأمن الوطني بتطاوين إنه تعرض ل"الإهانة والسبّ والشتم" من قبل والي الجهة. وأوضح المتضرّر في حديث لحقائق أون لاين، أنه أثناء أداء واجبه المهني يوم الثلاثاء 25 أوت الجاري، أشار بالوقوف إلى اليمين على سيارة من نوع 406 ذات بلور أسود "verre fumé"، فتفاجأ برفض السيارة للامتثال والوقوف إلى اليمين كما طَلب منها، ووقفت وسط الطريق! وأضاف رقيب الأمن أن الشخص الذي في السيارة اتضخ أنه والي الجهة محسن بن علي الذي وجّه له "كماّ من الشتائم والعبارات النابية والمهينة"، وفق تعبيره. وقال محدّثنا: "لقد نزل الوالي من سيارته وقدم لي بطاقته الوطنية ودفعني أمام زملائي رغم أنّي أرتدي الزيّ النظاميّ، وهدّدني بأنه سيتّصل برئيسي في العمل نورالدين كريم. وروى محدّثنا أن الوالي قال له : "ألا تعرف من أكون؟ "، وطالبه بتمكينه (أي عون الأمن) من بطاقة التعريف الخاصة به ودوّن اسمه ولقبه ورقمها وتوعّده بطرده من العمل، قائلا له حرفيّا: "يمكنك البحث عن عمل آخر منذ اليوم". وعبّر محدثنا عن استغرابه من سلوك الوالي إزاء عون يقوم بواجبه، خاصّة أن الوزارة وجهت برقية الى الجهة تدعو فيها الأمنيين إلى ضرورة التثبت من السيارات ذات البلور الأسود وذلك نظرا إلى طبيعة المنطقة والمخاطر الإرهابية على حدودنا مع ليبيا، مؤكّدا أنه بعد ما يقارب 10 دقائق من الحادثة وصلته برقية إيقاف عن العمل. وبالسؤال عن تعليل الإيقاف الوارد بالبرقية، أفاد محدثنا انه "التطاول على من هو أعلى سلطة"، وفق ما جاء بنص البرقية. في السياق ذاته، ذكر محدثنا أنه رفع عريضة لوكيل الجمهورية في الغرض، مشيرا إلى أنه لم يتلقّ أي اتصال أو استفسار من أي مسؤول عدا وسائل الإعلام. وكشف أنه تلقّى اليوم الخميس27 أوت 2015 ، منذ ما يقارب ساعة مضت، نقلة إلى تونس، معتبرا إياها "نقلة تعسفية". وفي هذا الإطار حاولت حقائق أون لاين الاتصال بوالي الجهة لمزيد الاستفسار حول الحادثة لكنه لم يردّ على اتصالنا. يُشار إلى أن رقيب الأمن أصيل منطقة الرقاب من سيدي بوزيد وهو يعمل في تطاوين منذ 2012.