أقامت الهيئة الحالية للنادي الرياضي الصفاقسي برئاسة لطفي عبد الناظر الدنيا ولم تقعدها عندما اختطف الترجي الرياضي المدرب الهولندي رود كرول وحول وجهته من باب الجبلي إلى باب سويقة.. مسؤولو السي أس أس تحركوا في كافة الفضاءات الإعلامية وهاجموا بلا هوادة نظراءهم في الترجي الرياضي واعتبروا أن عملية السطو تلك لم تكن أخلاقية بين فريقين عريقين.. وبعد سنة ونصف من هذه الحادثة التي عكرت صفو علاقة الفريقين أقدم مسؤولو النادي الرياضي الصفاقسي على "خطف" المدرب شهاب الليلي من النادي الرياضي البنزرتي وبنفس الشاكلة.. عملية تحويل وجهة الليلي أربكت حسابات نادي عاصمة الجلاء قبل أسبوعين عن انطلاقة الموسم الجديد حيث وضعته أمام ضرورة البحث السريع عن بديل يؤمن ما تبقى من التحضيرات ويقود الفريق في انطلاقة الموسم وهو ما لن يكون سهلا.. ما قام به النادي الصفاقسي هو إعادة إنتاج لما حدث مع رود كرول عملا بالمثل الشعبي التونسي "حلال علينا حرام عليكم" بما أن مسؤولي هاجموا الترجيين في وقت لم ينتظروا أن يمر أكثر من 19 شهرا ليرتكبوا نفس الفعلة.. في وقت سابق اتهم لطفي عبد الناظر في بلاتوه تلفزي المدرب الهولندي بأنه "جيعان" لأنه اختار التنكر للسي أس أس والارتماء في أحضان الترجي وهنا يصح التساؤل عن المغريات التي وجدها الليلي ليتنكر لكل شيء وجده في بنزرت مقابل الالتحاق بنادي عاصمة الجنوب فهل هو أيضا من طينة كرول على حد رأي عبد الناظر؟ قد يكون الهولندي غير متسامح في كل ما يتعلق بالأموال وهو أمر طبيعي باعتباره مغتربا يبحث عما يعيله أما الليلي فلا عذر له لأنه "ابن الدار" وإدارته لظهره لقرش الشمال قد تجعله يخسر الكثير خصوصا أنه في بداية تجربته في حضرة الكبار وهو أمر قد يحسب ضده لاحقا إذ كيف يمكن أن يؤتمن على فريق وهو الذي ترك النادي البنزرتي في قلب المعمعة أياما قليلة قبل بداية الموسم؟ قد يكون التحاق الليلي بالسي أس أس حلما راوده كثيرا خصوصا أنه ابن الجهة وأحد محبي الأسود والأبيض غير أن نكث العهد والتنكر ل"كلمة الرجال" التي قطعها للبنزرتية أشد وقعا على مسيرته من البند التسريحي المقدر ب150 ألف دينار ذلك أن الكلمة في عرف الرجال أصدق وقعا من العقود.. لسنا في معرض محاسبة أحد فالكل مسؤول عن أفعاله لكن كما يقال فالشيء بالشيء يذكر ذلك أن مسؤولي السي أس أس الذين فعلوا كل ما بوسعهم ليلصقوا أبشع النعوت بالترجي ورود كرول أتوا نفس الأمر مع الليلي فهل هم أكثر شطارة وجدارة؟ أم أن السي أ بي من الصغار الذين لا يجب أن يتمردوا على مشيئة الكبار؟ على كل يمكن التأكيد أن الليلي لن يكسب أكثر من عقده مع السي أس أس أما خسائره فهي بالجملة والثابت أيضا أنه بات أشد الناس إطلاعا على ذلك أما مسؤولو نادي عاصمة الجنوب فقد سقطت عنهم ورقة التوت في انتظار فاصل أخلاقي جديد قد يكون عنوانه تحويل وجهة محمد منصر إلى الترجي؟