علّق الصحفي والناشط السياسي عمر صحابو على أداء الحكومة كهيئة ومؤسسة وسلطة تنفيذية معتبراً ان الحكومة حكمت على نفسها منذ ولادتها بالفشل وبحياة قصيرة المدى نظراً لكونها لم تبن على برنامج واضح ودقي ومتفق على أجزائه من قبل الأحزاب الأربعة التي تحالفت لكي تحكم تونس، على حدّ قوله. وذكّر صحابو، في شريط فيديو نشر على موقع "بيزنس نيوز"، ب"الطريقة القيصرية التي ولدت بها الحكومة في آخر لحظة من المدة الدستورية"، مبيناً انه لم يتمّ الحديث منذ ذلك الوقت عن برنامج وانه الآن وبعد 8 أشهر على انتصاب الحكومة "كل واحد ينده على صلاح بلاده"، حسب تعبيره. وأشار إلى مسألة تعيين الولاة ال14 والتي استغرقت 3 أسابيع مبرزاً انه بعد الإعلان عن حركة الولاة سادت حالة من الغضب والسخط أكثر من الرضى باستثناء حركة النهضة التي عرفت كيف تمرّر رغباتها بهدوء ووقع تعيين قيادي نهضاوي هام على رأس ولاية حساسة وهامة وهي ولاية صفاقس. واعتبر ان كلّ هذا نتيجة ما وصفه ب"التحالف الغريب والعجيب" بين حركتي نداء تونس والنهضة موضحاً ان هذا التحالف يقود جهاز الدولة إلى الشلل التدريجي. وأكد ان هذا التحالف لم يكن اضطراراً لأنه لا يوجد حلّ آخر بل جاء نتيجة صفقة سياسية بين الباجي قائد السبسي وراشد الغنوشي لافتاً النظر إلى انه سيكشف عن تفاصيل هذه الصفقة في فيديو آخر. وفيما يتعلق بأداء مجلس النواب، اعتبر عمر صحابو ان نسق عمل المجلس بطيء جداً ولا يتطابق مع النسق التصاعدي لمشاكل ومعضلات تونس مبيناً ان مجلس النواب صادق خلال 8 أشهر على 25 قانوناً فقط جميعهم، باستثناء قانون مكافحة الإرهاب، حول اتفاقيات ثنائية وقروض. وأضاف ان القوانين التي ستؤسس بها الجمهورية مثل قانوني المحكمة الدستورية والمجلس الأعلى للقضاء تتنقل بين الجلسة العامة واللجنة والحكومة وسينضاف إليها قانون المصالحة الاقتصادية مبرزاً ان مشاريع القوانين تتساقط على مكتب رئيس مجلس النواب محمد الناصر ولكن يبدو أن هذا الأخير مغلوب على أمره، وفق تقديره. وشدد على ان عدم الحسم في القوانين في الآجال الدستورية قد يؤدي إلى كارثة مثل تأخير الانتخابات البلدية التي ترتبط بترسانة من القوانين المتعين الاتفاق عليها سياسياً قبل تمريرها إلى المجلس. أما عن أداء رئيس الجمهورية، أكد صحابو انه لن يتطرق إلى الوضع الصحي للباجي قائد السبسي مجدداً تمسكه برأيه الذي أعلن عنه سابقاً. وقال "نحن لا نرى رئيساً استثنائياً يواجه الظرف الاستثنائي الذي تمرّ به تونس، ولا نرى رئيساً يحمل الوزر الثقيل كما يجب"، مذكراً في هذا الإطار بحملة "وينو البجبوج" التي راجت خلال فترة ما على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك. وأكد انه مدرك للخصال والكفاءات والقدرات المتعددة للباجي قائد السبسي والتي قال انها من النادر ان تجتمع في شخص واحد إلا أنه بعد الانتخابات الرئاسية لم يجد لا السبسي ولا الجمهورية الثانية التي وعد بتأسيسها. وأشار إلى ما وصفه ب"الخطاب الكارثي" للسبسي بعد هجوم سوسة الإرهابي عندما قال هذا الأخير ان الدولة ستنهار بعد هجوم آخر مماثل. كما تطرّق إلى مشروع قانون المصالحة الاقتصادية الذي اعتبر انه لم يحظ بوفاق وطني وبإجماع شعبي وانه لن يحقق المصالحة وإنما "المطالحة" ولذلك لا داعي لتمريره. وأبرز انه إذا لم يمرّ القانون في المجلس أو إذا رفضته الهيئة الوقتية لمراقبة دستورية مشاريع القوانين فسيكون ذلك عبارة عن هزيمة شخصية للسبسي، وفق تأكيده، داعياً رئيس الجمهورية إلى القيام بما فعل به الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة في مسألة الخبر والتراجع عن هذا القانون. من جهة أخرى، لفت صحابو النظر إلى ان هناك من يقول انه لم يكن هناك خيار في الانتخابات الرئاسية إلا بين الرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي والسبسي قائلاً انه هناك خيار ثالث وسيتحدث عنه في فيديو آخر. يذكر ان صحابو كان قد دعا السبسي إلى عدم الترشح للرئاسة لأسباب قال انها صحية تحول دون قيامه بواجبه على أحسن وجه.