أكّد الخبير في الشؤون الأمنية والمتقاعد من الحرس الوطني، علي زرمديني، أن على التونسيين أن يدركوا بأن بلادنا دخلت في مرحلة متقدمة من الخطورة. واعتبر علي الزرمديني، أن المواطنين مطالبون بالقبول بالإجراءات التي تتخذها مؤسسات الدولة بكل صدر رحب، مشيرا الى أنّ الإرهاب دخل منعرجا خطيرا وأصبح يهدد بشدّة أمننا القوميّ. ودعا الخبير في الشؤون الأمنية والمتقاعد من الحرس الوطني، في تصريح لحقائق أون لاين،اليوم الاربعاء 25نوفمبر2015، الدولة الى مصارحة الشعب التونسي بحقيقة الأوضاع الامنية ومتطلبات المرحلة. وعن المرحلة التي دخلها الارهاب في بلادنا، أكّد محدثنا أن الارهاب ليس له مراحل وإنما استراتيجيات في خلق الفوضى، سواء عبر الضرب المباشر أوالتفجير أوالعمليات والانتحارية،مشيرا االى أن عملياتهم غير خاضعة لتسلسل زمني بل مرتبطة بعقيدة والفوضى، وكل عملية قد تختلف عن الأخرى، وذلك عائد الى الظرف المكاني والزمني. يشار إلى أن كتاب "إدارة التوحش" الذي تحدث عن مراحل العمل الارهابي الذي يسمونه "جهادا" وقسمها إلى ثلاث مراحل: الأولى، شوكة النكاية والإنهاك، والثانية، إدارة التوحش، والثالثة، التمكين، الذي يعني قيام الدولة الإسلامية. في السياق ذاته، لفت محدثنا الى أن هذه الحرب طويلة المدى، باعتبار أنّ الارهاب أصبح يمثل امتدادا دولييا وإقليميا، لافتا الى وجود مؤشّرات حرب عالمية ثالثة لكنها بطريقة مختلفة وغير تقليديّة، مفسّرا أنّ بؤر التوتر أصبحت مزروعة في كل دول العالم، والارهاب أصبح لديه محطّطات انتشار. كما اعتبر أنّ ليبيا أصبحت المصدر الأساسي المصدّر للإرهاب، نظرا لغياب الدولة وانتشار الميليشيات والسلاح، اضافة الى توسّع مخيمات تدريب المقاتلين التي تحتضن أغلب القيادت الإرهابية الخطرة في العالم، مضيفا أنّ الدائرة الإقليمية فيها العديد من المخاطر برا وبحرا على تونس. وبيّن الخبير في الشؤون الامنية والمتقاعد من الحرس الوطني، علي زرمديني، أنّ بعض المعايير الاخرى الوطنية أدت الى توسع نشاط هؤلاء الارهابيين، بما فيها الحكومات التي تعاقبت على الدولة التونسية والتي سجّلت تعاملا متهاوناومرتعشا مع بعض العناصر المتطرفة، التي عبرت عن عدم احترام الدولة على غرار حادثة العبدلية وتهشيم اللوحات التي كانت معروضة هناك، اضافة إلى حادثة العنف بنزل افريكا بسبب فيلم"لاربي لا سيدي"، وإقامة الصلاة في شارع الحبيب بورقيبة، ورفع أعلام غير الراية الوطنية...وغيرها من الاحداث التي عبرت عن تحدي تلك العناصر للدولة. وتحدث علي زرمديني، عن محاولات إرباك وزارة الداخلية عبر إنهاك هياكلها وحلّ أخرى والانتدابات العشوائية، واستبعاد الاكفاءات،وغياب استراتجيا واضحة في حماية الأمن القومي.