بعد الأزمة الأخيرة التي اندلعت بين روسياوتركيا إثر قيام هذه الأخيرة بإسقاط طائرة روسية على الحدود السورية التركية، أقرت موسكو جملة من العقوبات الاقتصادية ضدّ أنقرة كان من أبرزها منع كافة الشركات السياحية الروسية من تنظيم رحلات إلى تركيا. ويعتقد البعض ان تونس يمكن ان تستفيد من هذه النقطة نظراً لأن تركيا كانت تستقطب الكثير من السياح الروس، وقد بلغ عددهم 4 ملايين و500 ألف شخص خلال العام الماضي، وان هؤلاء السياح لن يجدوا وجهة أفضل من تونس بعد العقوبات الروسية ضد أنقرة وكذلك بعد تعليق الرحلات المصرية نحو مصر. وفي هذا السياق، قال الناشط مهدي الباهي، وهو تونسي مقيم في بريطانيا، ان تونس تستطيع الاستفادة من هذا الموضوع وجذب أكثر من 4 ملايين سائح روسي إذا تمّ الترويج لذلك بشكل جيد. وأوضح الباهي انه بإمكان تونس ان تفتح الجو للطائرات الروسية (Open Sky)، كما يمكنها ان تقوم برحلات من تونسلموسكو عبر الخطوط التوسية. علاوة عن القيام بالإشهار في القنوات التلفزية الروسية والاتصال بوكالات الأسفار الروسية إلى جانب التعريف بتونس في برامج تلفزية بروسيا واستدعاء الصحافة الروسية لزيارة البلاد التونسية، وفق محدثنا. وأكد مهدي الباهي كذلك أهمية التواصل مع السفارة والجالية التونسية في روسيا كي يقوموا بدورهم في التعريف بتونس وضرورة الانطلاق في العمل الفوري داعياً وزيرة السياحة إلى زيارة موسكو في أقرب وقت. وأفاد بأنه سيقوم بإطلاق مبادرة لجلب السياح الروس لتونس عبر مواقع التواصل الاجتماعي مبيناً انه بصدد الإعداد حالياً لهذه المبادرة. يشار إلى ان حقائق أون لاين حاولت الاتصال بوزارة السياحة لتبيّن ما إذا كانت قد وضعت خطة أو برنامجاً لاستقطاب السياح الروس بعد الأزمة الروسية التركية دون أن تتحصّل على إجابة. جدير بالذكر ان مهدي الباهي كان قد أطلق مبادرة لمساندة السياحة التونسية بعد العملية الإرهابية التي جدت بسوسة في جوان الفارط وأسفرت عن مقتل 38 سائحاً من بينهم 30 بريطانياً. وقامت على إثرها السلطات البريطانية تحجير السفر على تونس. ونفذ مهدي الباهي عدة وقفات احتجاجية للمطالبة بإلغاء هذا القرار كما استمع إليه البرلمان البريطاني. ولاقت الحملة التي أطلقها على مواقع التواصل الاجتماعي رواجاً كبيراً ودعمه الكثيرون من بينهم بريطانيون زاروا تونس رغم الحادثة الإرهابية.