نفى رئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، في حوار له مع صحيفة "الوسط البحرينية" أن تكون الصّراعات في نداء تونس على المناصب، وأن إقصاء الأمين العام محسن مرزوق، هدفه توريث القيادة إلى حافظ قائد السبسي. وقال السبسي: "هذا الكلام لا واقع له من تونس، ونحن نشكو من انفلاتات صحفية وسياسية. وحول مستقبل نداء تونس، أجاب بالقول: "أنا من أسست نداء تونس، وذلك لأن المشهد السياسي بعد الثورة أصبح غير متوازن وكان يسيطر عليه الإسلام السياسي وأنتم تعرفون ما معنى الإسلام السياسي الذي سير البلاد في فترة وتركها في وضع اقتصادي مزر أكثر من هش وكذلك الوضع الأمني، فالإرهاب الذي نعاني منه اليوم أصله التساهل من قبل السلطة في ذلك الوقت مع السلفيين وغيرهم ممن يستغلون الإسلام للصعود للسلطة وهو إسلام مغشوش، فنحن كلنا مسلمون ونجتمع في هذا، لكن المرجعية الأساسية لنا القرآن الكريم "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين". وتابع: "هؤلاء ممن يسمون الإخوان وأنتم أعلم بهم، فنحن نقول عليهم الآن الأصدقاء قد أنزلناهم من سدة الحكم بعد 3 سنوات سيطروا فيها بطريقة سلسة وأعتقد أنهم لم يشعروا بأنهم سائرون للخروج. وأضاف: "ابن خلدون المنظر العربي الأهم، التونسي المولد والمصري المدفن، كان يقول إن هؤلاء من البشر يصعدون لسدة الحكم ولا ينزلون إلا بسفك الدماء لكننا في تونس، ولأول مرة خالفنا ما قاله ابن خلدون فأنزلناهم بدون عنف أو دماء وهي سابقة عند العرب جميعا، ولذلك أنشأنا نداء تونس لنخلق توازنا في المشهد السياسي". وأردف بالقول: "كنا نقاوم التطرف الإسلامي ونجحنا في ذلك لكن التطرف ليس خاصية قاصرة على الإسلاميين فقط، فهناك أيضا يسار متطرف وهو أشرس من نظيره الإسلامي ونحن كذلك نقاومه".