أفرزت العملية الارهابية التي جدت فجر الامس بمدينة بن قردان، تضاربا في الآراء والتحاليل بشأن حقيقة تسلل العناصر الارهابية المشاركة في الهجوم من القطر الليبي إبان الغارة الجوية الأمريكية على معسكر ل"الدواعش" في مدينة صبراتة. ورجح بعض المحللين أن الأعداد الكبيرة التي كشفت عنها العملية الامنية والعسكرية، الجارية إلى حد اللحظة، لا يمكن أن تكون قد دخلت مؤخرا إلى الأراضي التونسية بل هي خلية موجودة منذ فترة في تونس وتعدّ لعملية نوعية تهدد أمنها واستقرارها. وفي هذا الإطار، قال الخبير الأمني علي الزرمديني، في تصريح لحقائق أون لاين اليوم الثلاثاء 08 مارس 2016، إن الثابت أن هذه العملية مبرمجة ومخطط لها مسبقا في الاراضي الليبية على اعتبار ان القيادات الارهابية الموكل لها مهمة التخطيط موجودة هناك وعلى تواصل مستمر مع أطراف وخلايا نائمة ومتحركة في الجبال وغيرها من الاماكن في تونس، وفق تعبيره. وأوضح ان الأصل في الامر أن لهذه المجموعات قاعدة متمركزة في تونس، ولكنها مدعمة وتغذيها اطراف متواجدة في ليبيا تتمثل أساسا في عناصر الاتصال والربط التي تتنقل باستمرار بين البلدين سواء للتنسيق أو اخذ المعلومات أو التدريب، وبالتالي فإن القاعدة الأوسع موجودة في تونس، وفق تقديره. وعن تفسيره لعوامل سهولة التنقل بين تونس وليبيا رغم الاجراءات الامنية واللوجستية التي تم تركيزها خلال السنوات الأخيرة على الحدود بين البلدين، قال محدثنا: الاشكالية الكبيرة أننا جعلنا في أذهاننا من الساتر الترابي الجدار الدفاعي الذي لا يمكن اختراقه، في حين انه لا يشكل إلا جزءا من المنظومة الحدودية المتمثلة في مجموعة من العناصر على غرار المراقبة الالكترونية والبشرية والتشكيلات المتمركزة والاحزمة الأمنية والاستعلامات والاستخبارات والاستطلاع وذلك النسيج الامني المتكامل على الحدود...". وتابع: "ولا بد من الوعي أيضا بأن الوضع غير المستقر في ليبيا يسمح بدخول الارهابيين والمهربين سواء عن طريق عديد المناطق غير المراقبة من الجانب الليبي أو حتى عبر المسالك القانونية نتيجة لإمكانية إسناد جوازات سفر بيومترية لعديد الأشخاص مما يعيق التعرف على هوياتهم من قبل السلطات التونسية حتى وإن كان مشتبها في أمرهم". واقترح الخبير الأمني علي الزرمديني في هذا الإطار إحداث مراقبة بيومترية على الأشخاص سواء المغادرين من تونس أو الوافدين عليها من وإلى الجانب الليبي، منبها من الأطراف العارفة بمنافذ المنطقة الحدودية والتي تساعد العناصر الارهابية على الخروج والدخول من وإلى البلاد في كل وقت، حسب قوله.