أدى وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي، اليوم الاثنين 14 مارس 2016، زيارة عمل وصداقة إلى موسكو بدعوة من نظيره الروسي سيرغي لافروف. وأفادت وزارة الخارجية التونسية في بلاغ لها أن الجهيناوي استهلّ زيارته بلقاء عمل مطول مع وزير الخارجية الروسي بحضور نائب وزير الخارجية والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوغدانوف، أكد فيه الجانبان عمق العلاقات الودية التي تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين والرغبة المشتركة في تعزيزها والارتقاء بها إلى أفضل المراتب خاصة أن البلدين يحتفلان هذه السنة بالذكرى الستين لارساء العلاقات الدبلوماسية بينهما. وفي هذا السياق أبرز خميس الجهيناوي أن زيارته هذه تندرج في إطار دعم العلاقات التونسية الروسية وبحث سبل الارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية داعيا في هذا الصدد إلى ارساء حوار استراتيجي بين البلدين يشمل مختلف المجالات. وبيّن عراقة التعاون الثنائي بين البلدين وأهميته مؤكدا أن الدورة السادسة للجنة المشتركة التونسية الروسية التي ستنعقد بموسكو من 29 مارس إلى 1 أفريل 2016 تشكل الاطار الأمثل لمزيد دفع التعاون الاقتصادي والتجاري وتشخيص فرص الشراكة والاستثمار بين البلدين. وفي مجال التعاون السياحي، ثمّن وزير الخارجية التونسي موقف روسيا الداعم من خلال عدم قيامها بمنع مواطنيها من السفر إلى تونس، مجددا دعوته لبرمجة بلادنا بشكل مكثف كوجهة سياحية أساسية للسياح الروس خلال الموسم الصيفي ومذكّرا بمختلف الإجراءات الأمنية التّي اتخذتها الحكومة التونسية لتأمين المناطق السياحية والمواقع الأثرية والوحدات الفندقية والموانئ والمطارات لضمان حسن استقبال السياح الأجانب وتأمين ظروف إقامة طيّبة لهم بتونس. ومن ناحية أخرى، أطلع خميس الجهيناوي نظيره الروسي على تطورات الاوضاع الداخلية بتونس وجهود الدولة لاستكمال المسار الديمقراطي في ضوء التحديات التي تواجهها على المستويين الاقتصادي والأمني وتدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا وتداعياتها المباشرة على البلاد. وفي هذا الاطار ثمّن وقوف روسيا إلى جانب الشعب التونسي ودعمها للانتقال الديمقراطي معربا عن أمله في استمرار هذا الدعم في مختلف المجالات ولاسيما منها المالية والاستثمارية والأمنية على وجه خاص. وأكد أن الانموذج التونسي مستهدف لأنه نقيض لإيدولوجيا التنظيمات الارهابية وأن الجهد الوطني المبذول في مكافحة الارهاب يستدعي جهدا اقليميا ودوليا يسنده باعتبار أن هذه الآفة عابرة للقارات وتشكل تحديا مشتركا للمجموعة الدولية، ومشددا على ان الارهاب لن يجد موطئ قدم له في تونس لأنه مرفوض من الشعب التونسي. كما كان اللقاء مناسبة لتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الاقليمية والدولية ولا سيما القضية الفلسطينية والوضع في ليبيا وسوريا والعراق واليمن. وأكدا الجانبان ضرورة مزيد تنسيق المواقف والجهود ثنائيا ودوليا خاصة إزاء تنامي الخطر الارهابي. من جهته، رحب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بهذه الزيارة معتبرا إياها محطة هامة على درب تطوير علاقات التعاون الثنائي بين البلدين. وأعرب في هذا السياق عن حرص روسيا على نجاح الانتقال الديمقراطي في تونس وعن ثقة بلاده في قدرة التونسيين على بناء الديمقراطية وجعل التجربة التونسية نموذجا في الوحدة الوطنية والتوافق والحوار. كما بيّن استعداد روسيا التام لدعم التعاون الثنائي بين البلدين في المجالات التجارية والاستثمارية والمالية والسياحية وانفتاح السوق الروسية على المنتجات والمواد التونسية. وفي ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، أكد لافروف وقوف روسيا بجانب تونس للقضاء على هذه الظاهرة وعزمها على دعم التعاون الثنائي في هذا المجال مبينا أن مقاومة هذه الظاهرة تستوجب تنسيقا اقليميا ودوليا وفي إطار منظمة الأممالمتحدة.