قال المفكر التونسي عبد المجيد الشرفي في تفسيره لظاهرة ذهاب أعداد كبيرة من شباب تونس للقتال مع تنظيم داعش الارهابي، "إن هناك أكثر من سبب، لدينا السبب الاقتصادي بالطبع، لكنه ليس كافيا في حد ذاته للتفسير. وهو بالقطع عامل من العوامل. وتحليلي الخاص أن هؤلاء الشباب هم أعداء التحديث لأنهم من ضحايا التحديث المنقوص. هم لم يستفيدوا من مكتسبات الحداثة. ورأوا منها القشور وكذلك الظلم. رأوا منها الاستغلال والاستعمار في وجه جديد. وكل هذا دفعهم إلى أن يرفضوا ما في هذه الحداثة المنقوصة من خير وشر معا وهو استعادة أمجاد الماضي أو الدخول الى الجنة. وأضاف المفكرعبد المجيد الشرفي في حوار له مع صحيفة الأهرام المصرية، بأن ما تفعله "داعش" بعيد جدا عن سلوك عامة المسلمين لهذا فهو محل شجب من الضمير الإسلامي العام .والمسلم العادي لا يرضى بقطع الرؤوس والتنكيل بالمخالفين وتطبيق أحكام ما أنزل الله بها من سلطان، وفق قوله وتابع بالقول:"أتصور أن هذه الحركات سواء القاعدة أو داعش إلى زوال لكن زوالها لن يكون إلا إذا تمخض الوضع الحالي في البلدان العربية عن تحسن في أحوالها السياسية والاقتصادية والفكرية في الآن نفسه. وأقصد بالخصوص إذا ما انتقل النظام التعليمي من التلقين ونشر الجهل الى تكوين الشخصية الواثقة من نفسها والواعية بمواطنتها وبما لهذه المواطنة من حقوق وواجبات". وقال عبد المجيد الشرفي "إن مكتسبات الحداثة هشة، وهذا بسبب أن الحداثة نفسها لا تستند الى حقائق ثابتة نهائية، وبقدر ما هي بناء متواصل، ولذلك فإن هذا البناء يتطلب دائما وباستمرار ان تتم رعايته ودعمه. الحداثة نسبية وبشرية. بينما كل ما يستند الى الحقائق الدينية أو الغيبية هو مطلق، ويدعى أنه صالح لكل زمان ومكان". وفي سياق حديثه عن وضعية العرب حاليا، قال الشرفي:" العرب يمرون بفترة من أسوأ فترات تاريخهم المعاصر . وهي فترة إما أن تؤدي الى انخراط في مقتضيات الحداثة أو لا قدر الله الى خروجهم النهائي من التاريخ . والله اعلم كيف ستتطور الأمور . لكن نحن نعيش هذا المخاض . وانطباعي انه مخاض عسير. وأنا متفائل. لكن ما يدعو الى التشاؤم موجود كذلك. وربما تكون بداية الانتقال من الوضع المزري الحالي عندما تنفد الثروة النفطية الحالية والتي ارى انها كانت نقمة على العرب والمسلمين".