نشر الأمين العام لحزب آفاق تونس، فوزي عبد الرّحمان، تدوينة على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي. وتساءل عبد الرحمان بالقول:"ما معنى حركة أو جمعية دعوية ؟ وأضاف أنه "لنا في العالم العربي قاموس سياسي خاص نجد فيه بعض المصطلحات الخاصة بنا و لن تجدها إلا لدينا و فيها القديم والجديد، فمن المصطلحات القديمة مسألة النشاط الدعوي الذي كان ضمن حزب سياسي اختار "التخصص" (و هذا من المصطلحات الجدد التي وجب الوقوف عليها). وتابع:"ما معنى نشاط دعوي؟ هو نشاط دعوة إلى الدين الإسلامي طبعا. و لكن ما معنى دعوة مجتمع مسلم إلى الإسلام؟" وبيّن أنه "هنا تكمن إجابتان ممكنتان: إما أن نعتبر أن هذا المجتمع في الحقيقة غير مسلم وأنه في نوع من الجاهلية ولذلك وجب دعوته إلى الإسلام وإما أن نعتبر أن الإسلام الذي نعرفه هو غير الإسلام الذي لا بد من الدعوة إليه وأن طريقتنا "الناجية" اسلم وأصح ولذلك وجبت الدعوة إلى "تصحيح" ديانة المجتمع". كما لفت الى أنه "في الحالة الأولى يكفر المجتمع كما لو كنا في جاهلية صماء، وفي الحالة الثانية يكفر المجتمع جزئيا وربما نعتبر أنه في ظلالة عابرة لا توصل إلى النار بالضرورة"، وفي كلتا الحالتين، هناك قناعة على أن الدين عند الناس هو غير الدين عند الداعين إليه و هنا يكمن النقاش. وقال:"هل نسمح إلى الدعوة الدينية المذهبية؟ و الى الدعوة الطائفية أو إلى الدعوة إلى أديان أخرى سماوية توحيدية أو لا ؟ و ما هو كراس شروط الجمعيات الدعوية ؟ وعبر عن حيرته قائلا:"أن يقر حزب سياسي انه كان يقوم بنشاط دعوي و هو اليوم يريد التخصص في غير هذا المجال .. هو شأن محير في حد ذاته و يحيل إلى تساؤلات كنا نظن انها حسمت و لكن الأحداث تثبت العكس"،أما عن كلمة تخصص فهي تحيل إلى الفكر الشمولي و الكلباني لمن اختار هذه الكلمة . وأوضح أنّ السياسة ميدان من جملة ميادين عديدة وجب التخصص فيها، عندما نتخصص في ميدان دون سواه نحن نختار عدم التخصص في الميادين المجاورة التي لها نفس القيمة أو لا. وأشار الى أنّ الكلمة في معناها المستعمل تريد القول أن الحزب الذي اختار التخصص لم يختر العمل في الحقل السياسي دون سواه عن قناعة راسخة و إنما كامتداد تخصصي سياسي تواكبه تخصصات أخرى لم يقع الإفصاح عنها. وختم بالقول: "إني شخصيا أظن أن النية الصادقة تبدأ باختيار الألفاظ والمصطلحات الصحيحة و التي لا تقبل التأويل رفعا لكل إلتباس ممكن" .