قبل خمسة أيام من نهاية عقودهم لم يحسم الترجي الرياضي موضوع بقاء الثلاثي حسين الراقد ومحمد علي اليعقوبي وإدريس المحيرصي لفترات أخرى والإشكال مادي بالأساس بحسب ما رصدناه طيلة الأيام الماضية.. ولم يكن العائق المالي مطروحا في نادي باب سويقة غير أن سياسة التقشف التي انخرط فيها الفريق منذ الميركاتو الشتوي صارت اليوم تتهدد رحيل ثلاثة لاعبين مهمين في الخطوط الثلاثة من الميدان.. اليعقوبي ومنذ أن استعاد عافيته بات صخرة الخط الخلفي وهو ما مكنه من تجاوز شمس الدين الذوادي ومن ثمة العودة إلى المنتخب حيث لم يجامله هنري كاسبارجاك عندما استنجد به في الشطر الثاني من تصفيات كأس أمم إفريقيا بالغابون 2017.. "ابن الشبيبة" وصل إلى مركب المرحوم حسان بلخوجة منهكا بالصراعات مع النادي الإفريقي قبل أن يتعرض إلى إصابة واصل معها اللعب طيلة أشهر طويلة الأمر الذي سبب تراجع مستواه.. ومن حسن حظ اللاعب أنه وجد الوقت الكافي عندما تم استبعاده ليحصل على الراحة ومن ثمة يعود تدريجيا للتمارين القوية ومنها إلى أجواء المباريات الودية الأمر الذي لفت أنظار حمدي المدب ليقرر فرضه على عمار السويح وهو قرار أثبت جدواه في الشطر الثاني من الموسم.. من جانبه كان إدريس المحيرصي نجم الفريق وتسجيله للهدف الثاني في دربي العاصمة ذهاب أمام نادي باب الجديد منحه أجنحة عانق من خلالها الامتياز على امتداد موسم كامل برز فيه بأهدافه وتمريراته الحاسمة التي قادت الفريق ليخوض الأدوار الأولى في سباق البطولة.. المحيرصي عانى التهميش لسنوات في مركب المرحوم حسان بلخوجة قبل أن يفجر طاقاته هذا الموسم ويرسم نفسه ضمن الأساسيين والعناصر الفاعلين الأمر الذي جعله مطمع عدة فرق.. القاسم المشترك بين اليعقوبي والمحيرصي هو أنهما يعرفان فترة انتعاشة قصوى وكلاهما عنصر مهم في الفريق الأمر الذي جعل هيئة حمدي المدب في موقف ضعف عند محادثات التجديد.. ولئن رفض اليعقوبي عرض الترجي الذي اقترح عليه التجديد بنفس تفاصيل عقده السابق مطالبا بالزيادة في دخله السنوي فإن المحيرصي يصر على الحصول على مستحقاته القديمة المقدرة ب300 ألف دينار مع التمتع بأجرة شهرية ب600 ألف دينار.. طلبان وجدا الرفض من قبل حمدي المدب الذي أبلغ الجميع بأنه لن يتفاوض مع من يساوم الترجي وهو ما يفتح ملف اللاعبين على مصراعيه سواء بالاستغناء عنهما أو تجديد عقديهما الذي لن يتم إلا بتنازل هذا الطرف أو الآخر.. وتبقى وضعية حسين الراقد مختلفة فتراجع مستواه وتقدمه في السن جعلا الترجيين يقترحون عليه النزول بأجرته السنوية إلى النصف وهو ما رفضه الراقد الذي يستعد ربما لخوض تجربة أخرى ستكون خارجية حتما حيث سبق أن أكدها سابقا في تصريح ل"حقائق أون لاين" أنه لن يرتدي إلا قميص الأحمر والأصفر في تونس..