خلّف إعلان رئيس الحكومة المكلّف يوسف الشاهد عن تشكيلة فريقه الحكومي موجة من الارتباك في صفوف عدة أحزاب من داخل الائتلاف الحاكم ومن خارجه كذلك. حيث عبّرت حركة النهضة عن مساندتها لقرار الحركة بالمشاركة في "الحكومة الوطنية" رغم إبدائها بعض التحفظات والملاحظات. من جهته، أبدى حزب آفاق تونس رفضه لمشاركة عدد من الشخصيات المستقلة في الحكومة على غرار عضو مجلس نواب الشعب مهدي بن غربية والقيادي النقابي السابق في المنظمة الشغيلة عبيد البريكي. في المقابل، لم يحظ حزب الاتحاد الوطني الحر بأي حقيبة وزارية وذلك بعد أن كان قد طالب بوزارتي مكافحة الفساد والطاقة، إلا ان يوسف الشاهد لم يرضخ لهذه الطلبات مما أدى إلى غياب الحزب عن التشكيلة الحكومية. أما حركة نداء تونس، فقد تباينت المواقف صلبها بين من عبّر عن مساندته لهذه التشكيلة الحكومية وبين من أبدى جملة من التحفظات وهدّد بالاستقالة. إذ أكد المدير التنفيذي للحركة حافظ قائد السبسي دعم حزبه لحكومة يوسف الشاهد مضيفاً ان الكتلة النيابية ستصوّت لصالح الحكومة وانه يمكن إجراء تعديل عليها فيما بعد. في حين أكدت الكتلة البرلمانية لنداء تونس عدم رضائها عن تركيبة الفريق الحكومي ليوسف الشاهد خاصة فيما يهمّ وزارتي مكافحة الفساد والفلاحة، إلى جانب تمسّك عدد من أعضائها بالإبقاء على وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال سعيد العايدي. وقد عقدت الكتلة اجتماعاً اليوم الثلاثاء لتحديد موقف من مسألة منح الثقة لحكومة الشاهد في جلسة البرلمان يوم الجمعة المقبل من عدمها. وقال النائب عن نداء تونس منجي الحرباوي، في هذا السياق، إن اجتماع اليوم لم يخرج بموقف نهائي بعد في هذا الشأن موضحاً انه خصّص لنقل فحوى لقاء جمع أمس بين يوسف الشاهد ووفد نيابي عن النداء. وأفاد الحرباوي، في تصريح لحقائق أون لاين، بأن الوفد النيابي الممثل لنداء تونس نقل للشاهد تحفظات الكتلة المتعلّقة بتركيبة الحكومة وهيكلتها والإشكاليات التي تضمنتها مؤكداً ان رئيس الحكومة المكلّف كان متجاوباً وسجّل جميع ملاحظات الوفد. وأضاف أن يوسف الشاهد أجابهم على بعض النقاط ووعد بالإجابة على نقاط أخرى في أقرب الآجال لافتاً إلى ان الشاهد قد أشار إلى إمكانية تحسين بعض الأمور تبعاً للملاحظات التي نُقلت إليه. وأكد الحرباوي انه تقرّر انتظار إجابة رئيس الحكومة المكلّف على النقاط المتبقية لاتخاذ موقف نهائي من تصويت الكتلة لفائدة الحكومة. جدير بالذكر ان حركة نداء تونس ممثّلة ب67 نائباً في مجلس نواب الشعب، وهي الثانية بعد حركة النهضة التي تمتلك 69 مقعداً نيابياً. تليهما كتلة الحرّة ب25 نائباً، ثمّ كتلة الجبهة الشعبية ب15 نائباً، فالاتحاد الحرّ الممثل ب12 نائباً، والكتلة الاجتماعية الديمقراطية (7 نواب)، وكتلة آفاق تونس الحركة الوطنية ونداء التونسيين بالخارج (10 نواب) وغير المنتمين إلى كتل (12 نائباً). هذا وتجتمع كتلة الحرة مساء اليوم لحسم موقفها في مسألة التصويت لفائدة حكومة يوسف الشاهد، وهو موقف مرتقب نظراً إلى أهمية الموقع الذي اكتسبته الكتلة في البرلمان. حري بالإشارة إلى ان رئيس حكومة تصريف الأعمال الحبيب الصيد قد حقق رقماً قياسياً خلال منح التصويت على منح الثقة لحكومته الثانية التي نالت 166 صوتاً.
