سيكون الملعب الأولمبي برادس مساء اليوم مسرحا لواحدة من أعرق مواجهات الكرة التونسية عندما يفتح أبوابه مستضيفا قطبي العاصمة النادي الإفريقي والترجي الرياضي في مباراة نهائي كأس تونس.. النادي الإفريقي صاحب الرقم القياسي في خوض النهائيات (24 مرة) يدخل الدربي بهدف رفع حصيلته إلى 12 كأسا وتجديد العهد مع الأميرة بعد غياب دام 15 سنة باعتبار أن آخر لقب يعود إلى موسم 2000 عندما تغلب الأفارقة على النادي الرياضي الصفاقسي بركلات الترجيح.. نادي باب الجديد خاض النهائي في مناسبتين بالملعب الأولمبي برادس الأولى كانت في موسم 2003 أمام الملعب التونسي والثانية أمام الترجي الرياضي في موسم 2006 وفي كلا المناسبتين مر بجانب التتويج لذلك يأمل أحباؤه اليوم في تحقيق أول لقب في الدرة الأولمبية.. على الجانب الآخر يسجل الترجي الرياضي عودته إلى ملعب رادس في الدور النهائي بعد خمسة مواسم باعتبار أن آخر نهائي خاضه كان في موسم 2011 عندما تغلب على النجم الرياضي الساحلي بهدف لصفر سجله أسامة الدراجي.. نادي باب سويقة انتزع من جاره الرقم القياسي في عدد المرات التي رفع فيها الأميرة حيث بات في رصيده 13 كأسا ومباراة اليوم تمثل فرصة لمزيد تعميق الفارق وتحقيق رقم قياسي جديد ينضاف إلى سجله الذهبي.. الجاران أنهيا الموسم دون تتويج محلي أو عبور إلى دور المجموعتين في دوري الأبطال وكأس الكاف لذلك يمكن التأكيد أن إنقاذ الموسم يمر حتما عبر رفع اللقب حتى يكون أفضل مصالحة مع الجماهير.. عراقة مواجهات الدربي سحبت البساط من تحت أقدام منح الثقة للحكومة الجديدة من قبل مجلس نواب الشعب حيث استأثر لقاء الأجوار بكافة الأضواء واهتمام الشارع التونسي وهو أمر طبيعي باعتبار القاعدة الشعبية العريضة للفريقين.. دربي العاصمة ارتفعت حرارته منذ تأكد وصول الفريقين إلى الدور النهائي نظرا لرهان التتويج المنوط به لذلك كان الاهتمام كبيرا في الأوساط الرياضية وحتى خارجها وهو ما يحمل الناديين مسؤولية كبيرة في تقديم صورة جيدة عن الوضع في تونس وخاصة في الملاعب.. ونظرا لقيمة هذه القمة يأمل الجميع أن تكون مباراة اليوم فرصة لإعادة الاعتبار لكرة القدم التونسية التي تردت صورتها في المواسم الأخيرة جراء التجاذبات والصراعات على غرار ما حدث في الملعب الأولمبي بسوسة بين النجم الساحلي والترجي الرياضي في ربع نهائي الكأس أو ما جد بين الفريقين في إياب الموسم الماضي لحساب البطولة.. جماهير الفريقين وجهت الدعوات للمجموعات في المدارج وللمسؤولين واللاعبين وطاقم التحكيم بضرورة ضبط النفس والتحلي بالروح الرياضية وهي رسائل كانت محل تثمين الشارع الرياضي في انتظار ترجمة ذلك على أرضية الميدان.. ولأجل ذلك يأمل الجميع أن تكون مقابلة رادس عرسا كرويا يجمع بين الفرجة واحترام المنافس يرتقي إلى عراقة وقيمة الفريقين..