رغم كل الانطباعات الايجابية التي تركها الدور النهائي لكأس تونس إلا أن التصرف الأمني مع الجماهير وخاصة أنصار النادي الإفريقي كان النقطة السوداء التي يجب تجاوزها سريعا خصوصا وأن الموسم الجديد على الأبواب.. الأمن اتهم من قبل الجماهير باحتكار التذاكر وتسريبها إلى السوق السوداء بل أن هناك من شاهد بعض الأعوان يتاجرون بالتذاكر على بعد أمتار من الشبابيك المخصصة لبيعها.. الاحتقان بلغ ذروته في الأيام التي سبقت الدربي بين نادي باب الجديد ونادي باب سويقة وهو ما عده كثيرون مؤشرا على الحساب لصدامات مرتقبة بين الأمنيين والجماهير الأمر الذي سجل حضوره في الشوط الثاني بين بعض الأعوان وإحدى المجموعات من أنصار الأحمر والأبيض.. وكما أشرنا إليه يوم أمس فقد استعان الأمن بالغاز المسيل للدموع لتفريق بعض التجمعات لأنصار النادي الإفريقي في نهاية اللقاء بعد أن تم رشقهم بالحجارة على مشارف الملعب الأولمبي برادس.. وأوعز الكثيرون ممن تحدثنا إليهم المشاحنات اثر نهاية اللقاء إلى التعاطي الأمني قبل انطلاقة المقابلة مع الجماهير حيث تم تعريضهم لفترات طويلة للشمس التي كانت حارقة يوم أمس مع غلظة في التعامل بلغت حد الشتم والدفع والاعتداء والاستبعاد عن الصفوف.. ولم يسلم الصحفيين من فظاظة بعض الأعوان عند المدخل المخصص للصحفيين وهو ما ترك عدة نقاط استفهام عن أسباب سوء المعاملة والالتجاء للعنف كأسلوب تواصل مع الجماهير وخاصة الصحفيين باعتبارهم لا يمثلون تهديدا أو ما شابه.. وزارة الداخلية مطالبة بفتح تحقيق في تجاوزات بعض منظوريها حيث من غير المعقول أن يكون حاميها حراميها والحديث هنا عن "أعوان المارشي نوار" فيما بات من الضروري المسارعة لتكوين أمنيين مختصين في تأمين الملاعب والمنشآت الرياضية بدل التعويل على آخرين يفتقدون للخبرة حتى أن ملازما يوم أمس قال لأحد الزملاء إن "البادج" لا يسمح له بالدخول إلى منصة الصحفيين قبل أن يتدخل زميله لينقذ الموقف بالإشارة إلى وجود عبارة "Tribune de presse" لنواصل بعدها الطريق على وقع هذه الطرفة؟