أكّدت مصادر أمنية وإعلامية تونسية متطابقة، ليل الاثنين، اتّساع دائرة الاحتجاجات المطالبة بالتشغيل والتنمية في مدنين ، ممّا تسببت في اندلاع اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، أسفرت عن إصابة عوني أمن إلى جانب تسجيل حالات إغماء في صفوف المحتجين الذين قاموا بسدّ جميع مداخل المدينة وعزلها عن العالم الخارجي. وقالت إذاعة تطاوين المحليّة، إن قوات الأمن "استعملت الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين حاول بعضهم مهاجمة الوالي حمادي ميارة، حين كان يستمع إلى مطالب المتظاهرين". وأضافت الإذاعة: "اضطر الوالي ومرافقوه إلى العودة إلى مقرّ المحافظة، فيما تسببت الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين إلى تسجيل حالات إغماء وبعض الإصابات الطفيفة في صفوف المتظاهرين، وإصابة عوني أمن". وفي تصريح إلى "العرب اليوم" قال شاهد عيان، رفض الكشف عن هويته، إن "هناك ما يشبه الكرّ والفرّ بين المتظاهرين الذي قاموا بغلق مداخل المدينة عبر إضرام النيران في صناديق القمامة ولعجلات المطاطية، من جهة، وقوات الأمن التي استعملت الغاز المسيل للدموع من جهة ثانية". وأكّد أنّ "أسباب هذه الاحتجاجات تعود إلى جملة من العوامل أبرزها الدعوة منذ أيام إلى الإضراب العام يشل كلّ مظاهر الحياة، للمطالبة بحصّة الجهة من التنمية والمشاريع الكبرى". من جانبه قال محافظ ولاية مدنين حمادي ميارة، في تصريح إذاعي إن "سبل الحوار مع المحتجين كانت مسدودة في ظلّ الفوضى التي استدعت تدخّل قوّات الأمن لتفريق المتظاهرين باستعمال الغاز المسيل للدموع"، مضيفا أن التجاذبات كبيرة والفوضى حالت دون التفاوض مع المحتجين والاستماع إلى مطالبهم. وتسبق هذه الاحتجاجات الزيارة التي من المنتظر أن يؤدّيها، خلال الأيام المقبلة، وفد وزاري رفيع المستوى إلى الجهة للاجتماع بممثلين عن المعطّلين عن العمل وكذلك بأصحاب الأعمال والنظر في سبل التقليص من ارتفاع نسب البطالة في الولاية التي تعيش على السياحة والتهريب باعتبار أنها قربها من القطر الليبي. وتتزامن هذه المواجهات في مدينة مدنين، مع احتقان كبير تعيشه العديد من المحافظات التونسية وخاصّة محافظة توزر "500 كلم جنوب غرب" التي تُوفي أحد أبنائها ويدعى علي المرزوقي، 35 سنة، متأثرا بحروق بليغة من الدرجة الثالثة أصابت كامل جسده إثر إقدامه، الأحد، على الانتحار حرقا في مركز المدينة، بعد رفض السلطات منحه قطعة أرض زراعية مملوكة للدولة.