أعلن أمس 12 ديسمبر الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل حسين العبّاسي رسميّا عن قرار إلغاء الإضراب العام الذي كان مُقرّرا اليوم بعد اجتماع مُطوّل للهيئة الإداريّة الوطنيّة للإتحاد ، و قد تلى هذا الإعلان عديد التصريحات الرّسميّة المُثمّنة لهذا القرار. بين مؤيّد و رافض ، الكلّ كان ينتظر قرار الحسم في الإضراب العام و حسم مصير البلاد من خلال إقراره أو تعليقه أو رُبّما تأجيله ، و بعد أن ألغي الإضراب في آخر اللحظات إلتئم شمل المؤيّدين و الرّافضين أمام المصلحة التي تحقّقت لتونس من خلال الحوار و تعقّل أصحاب القرار في هذه المسألة عن إعلان إلغاء الإضراب العام مساء أمس. الجبالي :"الإلغاءانتصار لمصلحة تونس" قدّم رئيس الحكومة المؤقتة حمّادي الجبالي تصريحا تلفزيّا أمس فيما يتعلّق بقرار إلغاء الإضراب ، يُفيدُ بأنّ ألإتّفاق الذي تمّ مع الإتّحاد العام التونسي للشّغل" ليس انتصارا لشقّ أو هزيمة لشق آخر و إنّما انتصار لمصلحة تونس" ، مُضيفا أنّه " ما كان يجبُ التّهديد بالإضراب لأنّ تونس لا تحتاجُ إلى إضرابات بقدر ما تحتاجُ إلى التّهدئة و الوفاق من أجل الوصول إلى الإنتخابات ". و أكّد الجبالي على أنّ الحُكومة اتّفقت مع الإتّحاد العام التّونسي للشّغل على التّحقيق في اعتداءات 4 ديسمبر 2012 بساحة محمد علي و أنّها الوحيدة المسؤولة عن حماية المنظمات و الأحزاب و الإجتماعات و لا يجوز لأيّ شخص حماية نفسه بنفسه. وفيما يتعلّق برابطات حماية الثّورة ، أوضح أنّ أمرها موكول للقضاء وحده. التّأسيسي و الرّئاسة : قرار حكيم و إيجابيّ عبّرت رئاسة الجمهوريّة و رئاسة المجلس الوطني التّأسيسي عن تثمينهما لقرار الإتّحاد العام التونسي للشُّغل القاضي بإلغاء الإضراب العام فعبّرت من جهتها رئاسة الجمهوريّة على حكمة و إيجابيّة قرار المنظمة الشغيلة معتبرة أنّه خُطوة هامّة في سبيل تنقية الأجواء الإجتماعيّة و بناء علاقة تعاون و شراكة بين هذه المنظمة العريقة و الحكومة من أجل إنجاح مسار الإنتقال الدّيمقراطي . أمّا رئاسة المجلس الوطني التأسيسي فعبّرت عن عميق الإرتياح لقرار الإلغاء مؤكّدة على أنّه قرار شجاع يعكس الحسّ الوطني العالي للإتحاد العام التّونسي للشّغل و الحرص على تغليب لغة العقل و الحوار. علي لعريّض :" هذا القرار سينقّي المناخ السّياسي في البلاد " أكّد وزير الدّاخليّة علي لعريّض أنّ الإتّفاق المُوقّع بين الحكومة و الإتحاد العام التونسي للشّغل يُعبّر عن قناعة كلّ الأطراف بإمكانيّة إيجاد الحلول لمختلف المشاكل مهما كانت درجةُ صعوبتها دون اللُّجوء إلى ما قد يُثقلُ كاهل البلاد و اقتصادها و يخلّ بأمنها و استقرارها. و بعيدا عن رسميّات الحكومة وليس بعيدا عن حزب حركة النهضة الحاكم ، أكّد الشيخ راشد الغنّوشي لجريدة الصّريح أنّ وفد الحركة حاول تقريب وجهات النّظر في فترة المفاوضات مع الهيئة الإداريّة للإتّحاد كما أوضح أنّ لائحة الإتّفاق لم تشمل لا اعتذار النهضة و لا حلّ رابطات حماية الثورة و لكن تمّ الإتّفاق على لجنة التّحقيق التي ستتتبّع من أذنب في حقّ النقابيين. و تجدر الإشارة إلى أنّ الإتّحاد العام التّونسي للشّغل يعقد ندوة اليوم صُحُفيّة يتطرّق فيها إلى تفاصيل اتّخاذه قرار إلغاء الإضراب العام.