ذكر وزير الداخلية لطفي بن جدو اليوم أنه لا يمانع في وصف عدد من المتشددين لرجال الأمن بالطاغوت في ظل ممارستهم لمهامهم بتوفير الأمن لتونس و لأبنائها . هذا و أكد لطفي بن جدو اليوم 17 ماي 2013 خلال تصريح له في برنامج " صباحنا خير " على راديو كلمة ، أن وزارة الداخلية و الدولة التونسية عموما تملك من الإمكانيات الفنية و البشرية ما يخول لها مواجهة تهديدات أنصار الشريعة , بعد حذرت هذه الأخيرة كلا من الحكومة ووزارة الداخلية من التدخل و منع تنظيم مؤتمرهم السنوي الثالث بمدينة القيروان.. كما أضاف لطفي بن جدو في ذات السياق قائلا: " طلبنا ترخيصا مسبقا و ندعو إلى الالتزام ببعض الشروط كالإبتعاد عن مظاهر الإستعراض و عدم اللجوء الى العنف المادي و اللفظي ، و التقيد بالدعوة في معناها الدعوي المعروف .. و أكد بن جدو أنه لم يصل وزارة الداخلية أي مطلب للحصول على ترخيص . و أشار بن جدو أن مطالبة الوزارة الراغبين في عقد مؤتمرهم بتقديم طلب في الغرض لا تعني بالضرورة منع انعقاده انما هو اجراء قانوني نظرا لاحتمال تعرض المنظمين والحاضرين الى أي اعتداءات خارجية وضمانا لسلامة المواطنين بصفة عامة. كما افاد ان بعض المؤتمرات و الندوات اصبحت تشكل تحديا لهيبة الدولة و وفقا لذلك بين بن جدو أن وزارة الداخلية ستعدل موقفها على منطق عدم إعتراف هؤلاء بالدولة و هيبتها .. في إشارة إلى إعتبار أنصار الشريعة أن مسألة الدعوة لله لا تتطلب ترخيصا و مرورا بالقوانين المعمول بها كما ذكر بن جدو.. هذا و طمأن لطفي بن جدو في سياق حديثه عن مؤتمر أنصار الشريعة المزمع تنظيمه الأحد المقبل ، أهالي القيروان و كافة التونسيين بالقول " حماية المواطن و الدولة و هيبتها مسؤوليتنا و لا يمكن الحديث عن دم لإخافة الأمنيين و هذا التخويف لا يجدي نفعا لأن لدينا فرقا مختصة و الداخلية قائمة الذات رغم مشاكلها و هي قادرة على أن تحمي بلادنا". و أضاف بن جدو أن الأمنيين لن يسمحوا بنعتهم بالطواغيت و لن تخيفهم التهديدات عن "أحداث الشعانبي " قال لطفي بن جدو أنه ملتزم بما صرح به من معطيات خلال الندوة الصحفية بالمجلس الوطني التأسيسي مؤخرا ، و أن عدد المتواجدين بجبل الشعانبي يبلغ 20 شخص , ينتمون لكتيبة عقبة بن نافع , بعضهم من مالي و يرغبون في الإنتشار بمنطقة المغرب العربي بما فيها تونس. وزير الداخلية أشار في حديثه أيضا أنه منذ مقتل عون الحرس أنيس الجلاصي تأهبت " الداخلية " و " الدفاع " لهذه المجموعة و تم إلقاء القبض على البعض منها . في ذات السياق عبر عن استغرابه من تردد بعض الروايات المغلوطة وفق تقديره و التي مفادها أن احداث الشعانبي " مفتعلة " رغم سقوط عديد المصابين من رجال الامن وعن تواتر أنباء عن زيارة أبو عياض ل " الشعانبي " خلال مارس المنقضي نفى بن جدو اي علم له بهذا الخبر . كما أضاف في سياق حديثه عن أحداث الشعانبي أن هناك إنابة قضائية صدرت في الغرض و مواصلة الأبحاث عن طريق فرق مختصة متعهدة بالبحث و التحقيق بالإضافة إلى وجود عمل مشترك بين وزارة الدفاع التي تقوم بالمحاصرة و وزارة الداخلية " بالمساندة و الإستعلام وفق تقديره .. في ما يتعلق بقضية إغتيال شكري بلعيد ، قال وزير الداخلية لطفي بن جدو ان مقترفي هذه الجريمة جماعات منظمة (" ناس منظمة ") و هي محل تتبع و لا يمكن أن تكون تحركات الداخلية و تحرياتها في هذا الشأن مرئية و محسوسة لدى الرأي العام لسرية البحث مشيرا الى احتمال تواجد " كمال القضقاضي " المتهم الرئيسي في القضية داخل التراب التونسي. . و بالرجوع إلى واقعة مقتل الضابط محمد السبوعي مؤخرا بين بن جدو أن استهدافه من قبل متشددين دينيا وفق تعبيره ليس وفقا لطبيعة عمله . بن جدو قال أن الجناة من المجموعات التي تخرج ليلا و تنتهج السرقة وصادف ان التقوا بالضحية " ، كما أكد أن المتورطين في هذه القضية افادوا أنهم يستهدفون من يعتبرونه " طاغوتا" ، هذا " الطاغوت " الذي قال عنه بن جدو "مرحبا به ما دام يحمي تونس و أبنائها. أما في شأن الهجرة للجهاد فقال بن جدو انه تم التمكن من تفكيك 5 شبكات مختصة في هجرة الشباب التونسي و منها شبكتان في تونس و شبكتان في بنزرت و شبكة في الجنوب التونسي .. كما بين وزير الداخلية في هذا الصدد أن وزارة العدل أشارت الى ضرورة تطبيق قانون 1975 المتعلق بمصادرة جواز السفر الشخصي الذي يبقى على ملك الدولة في حال ثبت توظيفه في مثل هذه التجاوزات كظاهرة الجهاد .. مبينا أن السوريين في حد ذاتهم أكدوا أنهم ليسوا في حاجة لابناء تونس من المجاهدين و أنهم في حاجة الى الدعم في قوتهم و معيشتهم و أن تواجد الشباب التونسي المجاهد بالأراضي السورية يشكل في حد ذاته عبء عليهم .. و في ختام حديثه لراديو كلمة ذكر بن جدو أنه يدعو السلفيين إلى التعقل و الإنخراط في الحياة السياسية و المدنية بعيدا عن مظاهر العنف و القبول بالأخر ، و شدد على أن الدولة لن تفرط في مسؤولياتها و أن الحكمة ستنتصر . وزير الداخلية أكد وجود تعزيزات كبيرة بالقيروان وعديد المناطق الاخرى من البلاد ستكون في حجم التهديدات.