الجناة خمسة شبان أكبرهم لم يتجاوز الخامسة و العشرين، تم جلب أربعة منهم يوم 20 ماي 2013، أمام أنظار الدائرة الجنائية الأولى للمحكمة الإبتدائية بتونس التي بدا التأهب الأمني مكثفا على غير العادة من حولها، بينما أحيل خامسهم في حالة فرار. تعود الوقائع إلى الليلة الفاصلة بين 15 و 16 أكتوبر 2012، إذ التقى الشبان بجامع الحرمين بدوار هيشر إثر أدائهم لصلاة العشاء. وضعوا النقاط على الحروف في مخطط كانوا قد أعدوه لحرق مقام السيدة المنوبية، ثم عاد كلّ منهم إلى منزله، ليعاودوا الإلتقاء على الساعة الأولى صباحا أمام الجامع، حسب الرواية التي أدلى بها أحد الشبان عند اعترافه بالجرم أثناء التحقيق معه.
فالفكرة كانت قد راودت الشبان قبل يوم من الواقعة حين توجهوا إلى جامع قريب من المقام أفادهم إمام الجامع بأنه دائما ما يقع التشويش على المصلين من قبل "عبدة القبور".
و بوصول الشبان أمام المقام في تلك الليلة، تقدم أحدهم و تسلّق الجدار الخارجي، حتي اعتلى السطح ثم تدلى بواسطة حبل إلى السقيفة و اتجه على إثر ذلك مباشرة إلى مدخل المقام و فتح الباب لمرافقيه.
كانوا كلهم ملثمين، يلبسون اللون الأسود، اقتحموا جميع الغرف التي كان فيها بعض النسوة، فقاموا باحتجزاهنّ في غرفة واحدة بعد ترهيبهنّ بواسطة سلاح أبيض. فأراد أحدهم افتكاك مصوغهنّ و هواتفهنّ، كما حاول آخر التحرش جنسيا من إحداهنّ و ذلك بمسكها من نهديها فيما توجه ثالث (كان يبدوا قائدهم على حسب تعبير إحدى الشاهدات) إلى غرفة التابوت.
دفع الباب برجله، سكب بعض البنزين على الأثاث و التابوت ثم أشعل النار. لتوجّه إليهم على أساس ذلك تهم تكوين عصابة قصد الإعتداء على الأملاك و الإنخراط فيها، السرقة الموصوفة باستعمال العنف الشديد، اضرام النار عمدا بمحلّ معدّ للسكنى و الإعتداء بالفاحشة على أنثى باستعمال العنف الشديد وفق أحكام المجلة الجنائية.
تغيب بعض المحامين فيما حضر البعض الآخر و طلبوا التأخير لمزيد الإطلاع و اعداد وسائل الدفاع. كما طلب أحدهم عرض أحد المتهمين، و هو الفاعل الأصلي في تكوين العصابة، على الفحص الطبي لبيان مسؤوليته الجزائية، بعد أن كان قد اعترف بعض الشبان بفعلتهم النكراء، التي كان الدافع إليها دينيا بحتا.