قالت بعض المصادر المتقاطعة أن نسخ حلقات شاهد على العصر التي أعدّتها قناة الجزيرة وتضمّنت لقاءات مع السيّد أحمد بنّور كاتب الدولة للأمن الوطني في عهد الرئيس بورقيبة وبعض الوثائق قد سرقت. وحسب مصادر مقرّبة من قناة الجزيرة فإن السرقة وقعت في باريس أواخر شهر أوت المنقضي من نزل يقيم به الصحافي أحمد منصور مقدّم برنامج "شاهد على العصر"، حيث تمّ الاستيلاء على بعض وثائقه وعلى نسخ من حلقات البرنامج، في حين بقيت الأصلية بحوزة الجزيرة. وبمراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة بمكان السرقة، اتضح للتحقيق أن من قاموا بالسرقة تونسيّون، والذين أفادت بعض المصادر أنه وقع إيقافهم واتضح أن لهم علاقات بجهات رسمية تونسية. وقد تعهّدت الشرطة العدلية بفرساي-باريس بالتحقيق في القضيّة. وكان ظهور بنّور في قناة الحوار اللندنية في أفريل الماضي قد أدّى إلى إطلاق حملة قويّة ضدّه في الصحف الرسمية وحتى العربية واتهامه بالعمالة لجهاز الموساد وبالتورّط في اغتيال قياديّ فلسطينيّ. يذكر أن تونس لوّحت بالتصعيد مع قناة الجزيرة إن لم تتخلّ عن بثّ الحلقات المذكورة. وكانت العلاقات بين تونس وقطر ومع قناة الجزيرة قد شهدت توتّرا أدّى إلى القطيعة منذ سنة 2006 حين استضافت القناة السيد المنصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية المعارض التونسي. وكنّا قد تعرّضنا لهذا الموضوع في نشرات سابقة. ويرى المراقبون أن السلطات التونسية تخشى ممّا يمكن أن يكشفه بنّور من ملفّات حسّاسة بالنسبة لها خاصّة وأن بنّور تولّى مسؤولية كتابة الدولة للأمن في فترة الثمانينات التي كان خلالها الرئيس الحالي بن علي مسؤولا عن الجهاز الأمني، والتي اتّسمت بانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان وللحريات العامة والفرديّة. ومعنا من فرنسا الصحفي سليم بقّة وصديق السيد حمد بنّور يتحدّث عن هذا الموضوع