لوّح الرئيس الليبي العقيد معمّر القذّافي بإمكانية أن تسحب بلاده ما قيمته 14 مليار دولار من الذهب والعملات الأجنبية المودعة بخزينة البنك المركزي التونسي والذي كانت قدّمته إنقاذا للدينار التونسي في أزمته. يأتي ذلك في وقت لم يشهد فيه الاقتصاد التونسي تحسّنا، حيث ترتفع معدّلات البطالة إلى 22 بالمائة حسب الرسالة الأسبوعية للمعلومات الاستراتيجية "تي تي يو" الخاصة بالعالم العربي في عددها الأخير. بالإضافة إلى التراجع الكبير للاستثمار ونزيف رؤوس الأموال إلى الخارج. وهو ما دفع بتونس إلى البحث عن مساندة دول الخليج رغم توتر علاقاتها بها على غرار الكويت وقطر التي ترجع أسباب التوتر معها خاصة إلى قناة الجزيرة التي فتحت أبوابها للمعارضين التونسيين، حيث شهدت الأيام القليلة الماضية زيارات العاهلين القطري والكويتي لتونس. ويرى الملاحظون أن تهديدات ليبيا بسحب مساعداتها المالية من تونس ترجع إلى اتهامات الأولى للثانية باستغلال فترة الحصار التي عرفتها ليبيا على إثر أزمة اختطاف طائرة لوكربي والتي ترى فيها السلطات الليبية أن تونس استثمرت الوضع الليبي بجشع حين كانت بوّابتها الوحيدة على الخارج. ويعتقد مهتمون بالشأن السياسي أن حرص الرئيس بن علي على المشاركة في القمة العربية الماضية بسرت، جاء لإرضاء الرئيس الليبي وحمله على التراجع عن قراره بسحب الأرصدة الليبية من البنك المركزي التونسي.