علمنا من مصادرنا في أماكن مختلفة من البلاد التونسية أن رقعة الإحتجاجات والمواجهات قد توسعت وتحولت إلى عدة مدن في شمال البلاد وجنوبها. وعرف اليوم الحادي عشر عدة تحركات في مدن عديدة مثل مدنين وقابس وقفصة والرقاب وجلمة والقيروان ومكثر وأم لعرايس والرديف، وتونس العاصمة وغيرها من الأماكن. وإليكم الآن بعض التفاصيل عن تلك التحركات: الإحتجاجات تصل إلى الحوض المنجمي ذكر شهود عيان من مدينة أم العرائس أن مواجهات اندلعت مساء يوم الاثنين بين متظاهرين وقوات الأمن حيث تمركزت هذه التحركات في وسط المدينة المنجمية كما علمنا أنه تم حرق أحد السيارات التابعة لشركة فسفاط قفصة. وفي مدينة الرديف أفاد شهود عيان أن مواجاهات انطلقت في ساعة متأخرة من مساء يومي الأحد والإثنين وتركزت خاصة في الحي المعروف بالنزلة وسارعت قوات الامن لاستعمال القنابل المسيلة للدموع. البوليس يمنع خروج مسيرة من مقر الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة التئم بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة صباح يوم الاثنين تجمعا نقابيا حضرته بعض الوجوه السياسية المعروفة والطلبة والعاطلين عن العمل. وحاول المجتمعون الخروج للشارع في مسيرة، إلا أن قوات البوليس التي كانت تحاصر مقر الاتحاد الجهوي للشغل بكثافة تصدت لهم ومنعتهم من الخروج. ورفع المحتجون عديد الشعارات التي تدين سياسة التهميش والقمع وعبروا عن مسانتدتهم لأبناء سيدي بوزيد، ودخلوا في اعتصام تواصل حتى مساء يوم الاثنين. وقد سجل غياب تام لأعضاء المكتب التفيذي الجهوي للاتحاد باستثناء السيد الحبيب بوناب الذي أعلن أن الاتحاد غير مسئول على من يتعرض لأعتداء قوات البوليس خارج أسوارالمقر. حصار أمني لبطحاء محمد علي ومنع الصحافة من التغطية دعت بعض النقابات التونسية مثل نقابة التعليم الثانوي ونقابة المعلمين ونقابة الاتصالات ونقابة البنوك لتجمع عمالي يوم أمس الإثنين في بطحاء محمد علي، وذكر موفد راديو كلمة لتغطية التحرك أن الساحة كانت محاصرة بأعداد كثيفة من الأمن لمنع العمال من الخروج في مظاهرة. وأفاد الناشط الطلابي نجيب لعبيدي أن مواجهات حصلت مع عناصر الأمن تسببت في عدة إصابات. وتم منع الصحفيين من الالتحاق بمكان التجمع، حيث أفاد الصحفي لطفي حيدوري أنه منع من الوصول إلى ساحة محمد علي كما تم منع سكرتير تحرير جريدة "مواطنون" عادل الثابتي، وافتك الأمن مصورة محمد زين العابدين، وتم محو كل الصورالتي بها، ثم ارجعت له وأفاد أنه رأى عديد آلات التصوير المصادرة في شاحنة الأمن. مسيرات غاضبة تندد بالفساد وتطالب بالتشغيل في ولاية القصرين: شارك مئات المواطنين في مسيرات احتجاجية غاضبة من حالة البطالة والفقر والخصاصة خرجت يوم أمس الاثنين 27 ديسمبر في كل من مدينة القصرين وتالة وفريانة وماجل بلعباس جاب خلالها المتظاهرون عدد من شوارع تلك المدن وانهجها وذلك للتعبير عن مساندتهم لأهالي سيدي بوزيد والتنديد بما يطالهم من تهميش. وحسب ذات المصادر فإن قوات الأمن حاولت صد المسيرات، لكن الشباب العاطلين عن العمل والفقراء ومن ساندهم من النشطاء النقابيين والسياسيين والحقوقيين تمكنوا من التظاهر لساعات داخل تلك المدن وسط مساندة من قبل المواطنين العاديين. و ذكر بعض المشاركين أن أغلب الشعارات كانت تندد بالفساد والرشوة والمحسوبية وتطالب بالتشغيل كضرورة ملحة لا تنتظر التأجيل والتسويف. واعتصم المتظاهرون أمام مقرات السيادة لايصال أصواتهم لأصحاب القرار على حد تعبير بعض منهم. وحسب ذات المصادر فإن السلط الإدارية أغلقت أبوابها ولم تكلف نفسها عناء المقابلة وفتح أبواب الحوار وسماع تظلم المواطنين المطالبين بحقوقهم الاجتماعية والاقتصادية. مواجهات في مدينة جلمة من ولاية سيدي بوزيد نظم عدد كبير من أهالي معتمدية جلمة من ولاية سيدي بوزيد تجمعا احتجاجيا أمام مقر معتمدية المكان حضره عدد كبير من أصحاب الشهائد العاطلين عن العمل، وفي تصريح للنشرة المغاربية بقناة الجزيرة الفضائية أفاد ونيس عثماني كاتب عام نقابة التعليم أن مواجهات حصلت بين المحتجين وقوات الشرطة تسببت في إصابة عدة حالات بالإختناق بالغاز المسيل للدموع، ثلاث منها تعالج في مستشفى المكان، كما تم اعتقال حوالي 30 من المحتجين. عمال الحضائر وأصحاب الشهائد يلوحون باعتصام مفتوح في الرقاب في مدينة الرقاب من ولاية سيدي بوزيد اعتصم عمال الحضائر وأصحاب الشهادات العليا وقرروا الدخول في اعتصام مفتوح منذ يوم غد الثلاثاء 28 ديسمبر في الاتحاد المحلي للشغل. وقال شهود عيان أن الاعتصام الذي رفعت فيه شعارات تندد بالفساد كشف ازدياد عدد المناصرين والمساندين من المواطنين العاديين. وفي سياق متصل أفاد شهود عيان أن السلطات الأمنية اعتقلت نحو 27 من شباب الرقاب ولم تفرج سوى عن 3 منهم، أحدهم ابن الكاتب العام لجامعة الحزب الحاكم بالجهة.