تواصلت لليوم الخامس على التوالي الاحتجاجات التلمذية في عدد من معاهد الجمهورية تضامنا مع الحركة الاحتجاجية التي تشهدها البلاد و قد نجح البعض منها في الخروج للشارع و الالتحام بجماهير العاطلين و الناشطين لتعبر عن وحدة مطالب كافة أطياف الشعب و قد ووجهت عدد من المسيرات بقمع شديد من طرف قوات البوليس مستعملة الغاز المسيل للدموع. ففي ولاية جندوبة: شهدت مدينة غار الدماء الحدودية تنظيم مسيرة حاشدة شارك فيها تلامذة معهد الشابي و غار الدماء و الطموح وبقية المدارس الإعدادية وقد شهدت المسيرة تدخلا من قوات البوليس ورد التلاميذ الفعل برشقها بالحجارة. وذكرت مصادر نقابية أن قوات الأمن استخدمت القنابل المسيلة للدموع وحاولت افتكاك الهواتف الجوالة لعدد من الأساتذة و التلاميذ الذين نظموا تجمعا رفعوا خلاله شعارات تندد بالبطالة و الفساد. و في مدينة بوسالم خرج تلامذة معهد شارع البيئة اثر الوقفة الاحتجاجية التي نفذها الأساتذة صباح أمس الجمعة ،وجابت المسيرة جزءا هاما من شارع البيئة، فيما تم منع تلامذة المعهد الثانوي ببوسالم من الخروج وغلق باب المعهد. و في ولاية القصرين انطلقت مسيرة تلمذية من معاهد المدينة جابت الشوارع وتحولت إلى مواجهات بين الشرطة التي استعملت فيها الهراوات و القنابل المسيلة للدموع و الشباب العاطل و التلاميذ . و في مدينة صفاقس شهدت شوارع المدينة الجنوبية مسيرة حاشدة انطلقت من المدرسة الإعدادية علي النوري وصولا إلى المعهد الثانوي مصطفى الفوراتي انتهاء بمعهد أبو الحسن اللخمي بسكرة رغم الحواجز الأمنية أمام كل المعاهد. و في مدينة جبنيانة تتواصل لليوم الخامس على التوالي المواجهات بين تلامذة معهد 18 جانفي و قوات الأمن المنتشرة بكثافة أمام المعهد والتي نجحت في منع التلاميذ من الخروج إلى الشارع فيما فشلت في محاولاتها اقتحام المعهد و اعتقال الناشطين من التلاميذ. و في مدينة النفيضة من ولاية سوسة علمنا من مصادر نقابية أن المعهد الثانوي و المدرسة الإعدادية استطاعوا الخروج للشارع صباح الجمعة مساندة لأهالي سيدي بوزيد ومدينة تالة وقد أكدت نفس المصادر أن تعزيزات أمنية هامة قدمت من سوسة لاحتواء المشكل. و في مدينة القيروان خرجت مسيرة تلمذية من معهد عقبة بن نافع شارك فيها الأساتذة وانضمت إليها جموع من المواطنين و كانت المسيرة سلمية رفعت فيها شعارات منددة بمظاهر الفساد ومطالبة بحق الشغل، وانتهت المسيرة بإلقاء كلمات أمام الاتحاد الجهوي للشغل. وفي مدينة حفوز نظم تلامذة عدد من المعاهد مسيرة انظم اليها عدد من الشباب العاطل والمربيين و العمال و انطلقت من مقر الاتحاد المحلي للشغل لتصل إلى مقر المعتمدية، وقد طالب المتدخلون بالحق في الشغل و التوزيع العادل للثروة والحريات العامة كما رفع المحتجون شعارات مساندة لأهالي سيدي بوزيدوتالة. كما شهدت مدن نفطة و بنزرت مسيرات تلمذية مشابهة. و في قفصة والقصر والسند وبقية المعتمديات نفذ الأساتذة وقفتهم الاحتجاجية و تزامن ذلك محاولة مع التلاميذ الخروج في مسيرات تعرض لها البوليس بالعنف الشديد والإيقافات العشوائية في قصر- قفصة وفي معهد أحمد السنوسي. تجدر الإشارة إلى أن أعوان أمن بالزي المدني قاموا بإيقاف مراسل كلمة بقفصة على خلفية تغطيته لهذه المسيرة وقاموا بحجز هاتفه الجوال ومسح كل التسجيلات من ذاكرة الهاتف متهمين سائر الإعلاميين بالعملاء والخونة. هذا وقد أصدرت النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالقصر بيانا تضمن احتجاجا على العنف وتهديدا بالإضراب كامل يوم السبت 8 جانفي 2011 في صورة عدم إطلاق سراح كافة المعتقلين. كما سلم مجموعة من النقابيين المتجمعين بدار الاتحاد عريضة للهيئة الإدارية يطالبون فيها باتخاذ قرارات نضالية ترتقي إلى مستوى الأحداث التي تعرفها معظم جهات البلاد. و تستمعون فيما يلي إلى تعليق الكاتب العام المساعد للتعليم الأساسي بالقصر السيد فتاح فتاح من جهة أخرى نفذ الأساتذة في كل معاهد الجمهورية وقفات احتجاجية بعشرين دقيقة تضامنا مع الحركة الاحتجاجية تطبيقا لمقررات الدعوة التي وجهتها النقابة العامة للتعليم الثانوي. كما دعا الاتحاد الجهوي للشغل بتونس إلى تجمع بساحة محمد علي اليوم تضامنا مع الحركة الاحتجاجية. ودعا المجلس الجهوي لقطاع التعليم الأساسي بجهة تونس إلى وقفة احتجاجية بعشرين دقيقة يوم 12 جانفي الجاري مساندة للتحركات الاحتجاجية من اجل الشغل و الكرامة و الحرية.