أوقفت الشركة الوطنية للسكك الحديدية بتونس يوم الاثنين 10 جانفي كامل رحلاتها المسائية للقطار المتجه من تونس إلى بوسالم وغار الدماء والمار بباجة ومجاز الباب بسبب المظاهرات الاحتجاجية وأعمال العنف الجارية في ولاية جندوبة. وقد فوجئ المسافرون في قطار الرابعة والنصف بعد الزوال المتجه إلى غار الدماء بحذف اسم الرحلة من اللوحة الالكترونية في محطة القطارات بالعاصمة نصف ساعة قبل موعد الرحلة دون أن يتم إعلامهم بالمكبّر الصوتي كما جرت العادة. وأفادنا شهود عيان بأنهم عند اتصالهم برئيس المحطة صرح بأن هذا القرار أتى بناءا على تعليمات أمنية نظرا "لوجود أعمال شغب وتخريب في ولاية جندوبة" على حد تعبيره وعندما تسائل المواطنون أصحاب الاشتراكات والذين يسافرون يوميا إن كانت الشركة ستوفر لهم حافلات أجاب " برّاو خوذو اللّواج" أي امتطوا سيارات أجرة على حسابكم أو انتظروا إن تغيرت المعطيات فعندها بإمكانكم امتطاء قطار السابعة مساءا إن سمح له بالخروج. علمنا أن الأمن انسحب كليا من مدينة غار الدماء حوالي الساعة التاسعة مساءا، في حين أحرق المتظاهرون المحكمة والبلدية ومركز الشرطة البلدي، أما في بوسالم فقد جدّت مواجهات بين التلاميذ وقوات التدخل بشارع البيئة. وفي بوسالم بلغ عدد المجروحين بسبب مداهمة قوات التدخل لمعهد بوسالم أربع فتيات وكانت قوات الامن قد داهمت صباح يوم الاثنين المعهد واعتدت على التلاميذ واطلقت القنابل المسيلة للدموع كما اغلقت المحلات التجارية ابوابها تحسبا لتداعيات الاحتجاجات. وفي جندوبة قام المحتجّون بمداهمة لجنة التنسيق ورشقها بالحجارة مما تسبب في أضرار فادحة لمقر الحزب الحاكم ومركز بريد المدينة ومركز القباضة بنهج الجزائر. وتواصلت الاحتجاجات في جندوبة الشمالية والقنابل المسيلة للدموع تتساقط على كافة الإحياء والمتظاهرين في المساء. وقد أعلن الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة إثر اجتماع طارئ للمكتب التنفيذي إضرابا عاما يوم الخميس.المقبل
