فتحت وزارة الداخلية صباح يوم الاثنين 03 أكتوبر أبوابها لعدد من الصحفيين الأجانب لزيارة مراكز الاعتقال بها من أجل الإطلاع عليها ومعاينة الأوضاع داخل زنازينها أو ما يعرف ب"أقبية وزارة الداخلية "كما هو معروف لكل التونسيين. و كان من بين هؤلاء الزائرين السيد هبرتوس كناوب " Hubertus Knabe" رئيس مركز النصب التذكاري لمتحف سجن "ستازي" (الذي كانت تستغله مخابرات ألمانياالشرقية في العهد السوفياتي للتعذيب والتنكيل بنزلائه وأصبح متحفا بعد سقوط جدار برلين ليكون شاهدا على حقبة تاريخية عاشتها ألمانيا) والذي خص راديو كلمة بحوار أجراه معه السيد عمر المستيري مدير راديو كلمة حول ما عاينه لدى زيارته لأقبية الداخلية. السيد "هبرتوس كناوب" لم يكن يتوقع أنه بإمكانه دخول أقبية وزارة الداخلية حيث ذكر أنه عندما استفسر أحد أعوان الأمن لدى زيارته لتونس في شهر أفريل الفارط عن إمكانية دخوله لمراكز الاعتقال بوزارة الداخلية كانت إجابته بأن ذلك من المستحيلات . لكن لدى زيارة السيد الحبيب الصيد وزير الداخلية في إطار زيارة عمل إلى ألمانيا يومي 12 و13 جويلية الفارط بدعوة من نظيره الألماني هانس بيتر فريدريش، اتصل السيد"هبرتوس كناوب" بوزير الداخلية وأعلمه برغبته في زيارة مراكز الاعتقال، لم يرى السيد حبيب الصيد مانعا في ذلك بعد تقديم مطلب كتابي وهو ما تمّ بالفعل وتمت الموافقة... لكن بعد مرور شهرين من تقديم المطلب... وهي مدة كافية لطمس الحقائق وتغيير حالة الأقبية وتحسينها... وهو ما تم بالفعل. فلدى زيارته لمراكز الاعتقال وجد السيد "هبرتوس كناوب" أن الزنزانات كان خالية من السجناء وأن الجدران قد طليت وأن المكان نظيف وأن كل الدلائل التي قد تساعد في كشف بعض ما عاناه السجناء من تعذيب وتنكيل قد تم إزالتها ما عدى بعض الكتابات المحفورة على الجدران مضمونها تضرع ودعاء لله من قبل السجناء لكي يريحهم مما يعيشونه من عذاب. كما لاحظ محدثنا أنه لم يكن يوجد بهذه الأقبية أي أثر للأدوات التي تستعمل لممارسة التعذيب والتي قد تكون شاهدا على حجم المعاناة وفظاعة الممارسات والانتهاكات التي مر بها من تواجد بهذه الأقبية . لذلك من الضروري أن يكون من بين زائري هذه الأقبية في المرات القادمة سجناء تواجدوا بها وعانوا فيها ويلات التعذيب و هو ما سيساعد على مزيد كشف الحقائق لكي لا تطمس و يفلت من اقترفوا في حقهم هذه الانتهاكات من المحاسبة و العقاب. هذه الزيارة ضرورية لمحاولة كشف الحقائق لكنها تبقى خطوة أولى ويجب تعزيزها إذ إضافة إلى مثل هذه الزيارات لا بد من حماية الملفات وأرشيف الداخلية من الإتلاف الذي لا شك أن العديد منه قد تم التخلص منه كي لا تكشف كل الحقائق لذلك من الضروري حسب السيد "هبرتوس كناوب " حماية ما بقي من الأرشيف ماديا و من ثمة إيجاد الإطار القانوني الكفيل بحمايته والضامن لحق الوصول إليه كي يعتمده الضحايا كدلائل لما اقترفه في حقهم جلادوهم و بالتالي إمكانية محاسبتهم . a title=" مزيد من التفاصيل تستمعون إليها في الحوار التالي مع السيد "هبرتوس كناوب"" href="%20http://www.stream.kalima-tunisie.info/radio/podcast/interview/Dr.Hubertus_Knabe.mp3" مزيد من التفاصيل تستمعون إليها في الحوار التالي مع السيد "هبرتوس كناوب"