أكد عبد الحكيم بالحاج رئيس المجلس العسكري لمدينة طرابلس منتصف نهار اليوم خبر مقتل العقيد معمر القذافي و ابو بكر يونس وزير الدفاع في نظام القذافي بمدينة سرت التي سيطر عليها الثوار بالكامل خلال تصريحه لقناة الجزيرة الاخبارية. وقال نفس المصدر أن الثوار قبضوا على القذافي مختبئا في أحد الحفر وهو على قيد الحياة، ومعه عدد من الأسلحة، وأنه أصيب في رأسه مما أدى إلى مقتله. وأكدت مصادر صحافية أخرى وصول جثته إلى احد مساجد مدينة مصراتة . و خلال ندوة صحفية عقدها جمال الدغيلي وزير الدفاع في المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي امس هنأ الشعب الليبي بمقتل العقيد القذافي ، و اعتبر "اغتياله ليس هدفا في حد ذاته و أن الهدف هو بناء مستقبل الدولة الليبية " . و وجه الدغيلي كلمته إلى الشعب الليبي بضرورة التجاوب مع قرارات المجلس الانتقالي حول تسليم الأسلحة الثقيلة و الخفيفة و السيارات الرباعية الدفع في إشارة إلى حالة الانفلات الأمني التي تعيشها ليبيا منذ بداية ثورتها على نظام امتد على أربعة عقود . من جهته طلب المجلس الانتقالي الليبي من الجزائر تسليم أفراد القذافي الموجودين في الجزائر إلى السلطات الليبية . هذا و تحدثت أنباء أخرى الآن على إلقاء القبض على سيف الإسلام القذافي في مدينة سرت وهو في طريقه إلى احد مستشفيات المدينة اثر إصابته في احدى قدميه فيما أعلن وزير الإعلام الليبي مقتل النجل الثاني للقذافي المعتصم بالله في مدينة سرت. و في ردود الفعل الدولية اثر إعلان مقتل القذافي : منح الاتحاد الإفريقي عضوية ليبيا إلى المجلس الوطني الانتقالي ، واعتبر الرئيس الفرنسي " نيكولاي ساركوزي " مقتل القذافي " مرحلة أساسية لتحرير ليبيا وهي بداية لعملية ديمقراطية في البلد ".فيما أعلن وزير خارجية فرنسا الآن جوبيه أن عملية حلف شمال الأطلسي ستنتهي بتحرير ليبيا. من جهتها قالت المستشارة الألمانية " انجيلا مريكل " أن أمام ليبيا مرحلة جديدة بعد موت القذافي . أما رئيس الوزراء البريطاني " دافيد كامرون" قال أن الخبر يبشر بمستقبل أفضل للشعب الليبي وهو فخور بدور بريطانيا و شجاعة الليبيين في تحرير بلادهم . و قال الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" أن مقتل القذافي هو يوم تاريخي للشعب الليبي و اعتبر ما حصل اليوم هو بداية النهاية و قال أن الطريق لا يزال ملئ بالتحديات . اما حكومة جنوب إفريقيا فعبرت عن أملها في أن يعيد مقتل القذافي السلام إلى ليبيا. من جهتها قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون انه إذا تأكد للإدارة الأمريكية مقتل العقيد فان ذلك سيشكل لليبيا فرصة للمضي قدما نحو السلام. من جهة اخرى عبر بعض المراقبين السياسيين عن تخوفهم من المستقبل السياسي في ليبيا خصوصا مع بروز بعض التباينات بين الثوار و انتشار السلاح بشكل مخيف في ليبيا حسب تعبيرهم. يشار إلى أن القذافي ولد في سرت في 7 جوان 1942 حسب بعض الروايات من أب ليبي وأم يهودية ونشأ فيها وتخرج عسكريا برتبة ملازم، وفي 1 سبتمبر 1969 انقلب رفقة بعض من زملائه على الملك إدريس السنوسي، وظل يحكم ليبيا بطريقة ميزاجية واعتمادا على كتابه الأخضر، وقد تمت في ليبيا عدت محاولات لاغتياله أو الإنقلاب عليه باءت جميعها بالفشل وقتل أصحابها بالرصاص أو الشنق في الساحات العامة، حتى قامت ثورة 17 فيفري وتمكنت من الإطاحة برأسه يوم أمس 20 أكتوبر 2011، بعد سلسلة من المجازر ضد الشعب الليبي التي لم يتم إيقافها إلا بتدخل حلف الناتو وفقا للقرار الأممي الداعي لحماية المدنيين في ليبيا.