شهدت ولاية قابس اليوم تطورات خطيرة لم تخرج عن الإطار السلمي وتمثلت في قيام عدد من رجال الأعمال ومكونات المجتمع المدني في قابس بمطالبة رئيس الغرفة التجارية والصناعية بالجنوب الشرقي السيد "رضا الكيلاني" بالاستقالة من منصبه وعقد جلسة عامة انتخابية لاختيار مكتب تنفيذي جديد يشرف على تسيير الغرفة. وأفاد عدد منهم خلال وقفة احتجاجية نفذوها أمام مقر الغرفة ودامت أكثر من ساعة ونصف، أن أسباب المطالبة برحيل السيد "رضا الكيلاني" تعود إلى إشرافه على الغرفة منذ أكثر من عشرين سنة وتورطه في قضايا فساد مالي إضافة إلى مشاركته في مناشدة الرئيس الهارب "بن علي" من أجل مواصلة قيادة البلاد على حد قولهم وفي نفس الإطار أكد رجال أعمال مساندين لرئيس الغرفة التجارية أن حزب سياسي يقف وراء هذا التحرك، وعبروا عن استغرابهم لاختيار توقيت المطالبة برحيل السيد "الكيلاني" وعدم المبادرة بمطالبته بالاستقالة منذ سقوط نظام "بن علي". وتجدر الإشارة أن إدارة الغرفة رفضت التعليق على التحرك الميداني المذكور رغم اتصالنا بها أكثر من مرة. وعلى المستوى النقابي قرر عمال وعاملات الحراسة والتنظيف العاملون في مكاتب البريد بقابس حمل الشارة الحمراء بداية من اليوم دون الدخول في إضراب يعطل سير العمل. ويطالب المحتجون بدمجهم صلب الوظيفة العمومية حسب القانون الصادر قبل أشهر عن حكومة السيد "محمد الغنوشي" وينص على الإنهاء العمل بمنظومة المناولة في المؤسسات العمومية. جدير بالذكر أن هذا التحرك الاحتجاجي الرمزي حظي بمساندة واسعة من طرف موظفي البريد وعدد من المواطنين نظرا لشرعية مطالب الأعوان وتنفيذه بطريقة حضارية حسب ما صرح به حرفاء مكاتب البريد. وفي نفس الإطار دخل أعوان الهيئة الفرعية للانتخابات بقابس في اعتصام مفتوح داخل مقر الهيئة للمطالبة بجملة من المطالب أهمها استمرارية عمل الهيئة المستقلة التي يرأسها السيد "كمال الجندوبي" وانتدابهم للعمل صلبها بصفة رسمية أو دمج عدد منهم في الوظيفة العمومية. وأكدت المتحدثة باسم المعتصمين الآنسة "صابرين جبر" لراديو كلمة على سلمية هذا التحرك وعدم تطوره لأي أعمال شغب أو تخريب وهو ما رحب به أعضاء الهيئة الذين لم يتصدوا لتنفيذه داخل المقر. وأضافت أن عدد من المعتصمين التقوا عشية أمس بمستشار وزير التشغيل الذي زار الجهة للوقوف على سير عمل المجمع الكيميائي وتعهد بالنظر في مطالب أعوان الهيئة الفرعية للانتخابات ونقلها إلى سلطة الإشراف. مشيرة إلى أن الاعتصام المذكور يعتبر مساندة لتحرك زملائهم المعتصمون منذ أسابيع في برادو وتنبني لمطالبهم. تجدر الإشارة أن الآنسة "صابرين جبر" ذكرت في تصريحات سابقة لراديو كلمة أن استمرارية عمل الهيئة المستقلة للانتخابات غير مستحيلة نظرا للمواعيد الانتخابية التي ستعيشها البلاد خلال الفترة القادمة على غرار البلدية والتشريعية كما يمكنها الإشراف على سبر الآراء والاستفتاءات. أما فيما يتعلق بالاعتصام الذي ينفذه عدد من العاطلين عن العمل منذ أيام أمام معمل الحامض الفسفوري وتسبب في تعطل الإنتاج، أفاد مصدر من إدارة المجمع ان الموضوع في طريقه إلى التسوية خلال الساعات القليلة القادمة بعد تدخل مكونات المجتمع المدني الذين انطلقوا صباح اليوم في مفاوضات مع المعتصمين من أجل اقناعهم بتعليق تحركهم وتغليب المصلحة العامة. كما جدد أغلب اهالي الجهة اليوم استنكارهم من هذا الاعتصام وعبروا على مساندتهم لعمال المصنع الذين يطالبون بضرورة تدخل قوات الشرطة لإبعاد المحتجين وتمكينهم من الوصول على مراكز عملهم .