تعرّض الشاب معز إبراهيم أصيل معتمدية قصور الساف من ولاية المهدية مساء أوّل أمس إلى اعتداء باستعمال سلاح أبيض بعد خروجه من المحاضرة التّي ألقاها الدّاعية وجدي غنيم بالجامع الكبير بالمهديّة. وأفاد شهود عيان أن الشاب "معز ابراهيم" تعرض إلى الاعتداء في منطقة "برج الراس" المحاذية للجامع الكبير حيث اعترض سبيله جمع من الشباب من أبناء الحي و اعتدوا عليه بالعنف. أحد الإطارات الطبيّة بمستشفى الطّاهر صفر بالمهديّة، أكّد أنّ الشّاب أصيب بطعنة في كتفه وطعنتين على مستوى الكلية اليسرى وحالته الآن مستقرّة ولا يوجد خطر على حياته. و أفاد عدد من شهود العيان لراديو كلمة أنّ عنفا متبادلا جدّ بين المعتصمين والمحتجّين أمام الجامع الكبير والموالين للشيخ غنيم، واتّهم بعض النّشطاء السياسيين الشّيخ غنيم بالتّحريض ضدّهم حيث دعا في محاضرته إلى محاربة من أسماهم بالعلمانييّن.. و كان عدد من نشطاء المجتمع المدني احتجوا على زيارة الداعية إلى المهدية و نددوا ببعض مواقفه. المجلس الوطني للحريات أعرب على لسان الناطقة الرسمية باسمه السيدة سهام بن سدرين عن استنكاره للاعتداء الذي تعرض له الشاب و عبر عن مساندته المطلقة و تضامنه معه، كما اعتبر أن اللجوء إلى العنف غير مقبول من أي جهة كانت، وأكدت "بن سدرين" أن الخلافات الفكرية و السياسية لا يمكن أن تحل بالعنف، ودعت إلى الكشف عن الجهة التي تقف وراء هذه الأحداث مؤكدة أن ليس من تقاليد اليسار ممارسة العنف و أن أصابع الاتهام موجهة إلى أزلام النظام السابق التي تعمل على توسيع الشرخ بين التونسيين و إدخال الفتنة بينهم. يذكر أنّ الجامع الكبير بالمهدية شهد أعمال عنف منذ أسابيع عندما حاول بعض السلفيين أداء صلاة الجمعة فيه بإمام يخصّهم وشهد بهو الجامع تشنّجا وانقساما وجدلا بين المصلّين أدّى إلى تدخّل أبناء الحي "برج الرّاس" بالعنف ضدّ الشّباب السّلفي.