كوورة – ظاهرة العنف و الشغب في الملاعب ليست صناعة تونسية وليست حكرا على الجمهور التونسي بل هي ظاهرة عالمية تطال جميع الملاعب في جميع أنحاء العالم ...لكن عندما تتكرر باستمرار في ملاعبنا تصبح ظاهرة تونسية سلبية تعطي صورة سيئة عن الجمهور التونسي الذي توسمنا فيه خيرا الفترة الأخيرة بعد عودته للملاعب و تشجيع الفرق في اطار الروح الرياضية. الكل تابع نهائي دوري أبطال افريقيا بين الترجي الوداد و أيضا ذهاب نهائي كأس الاتحاد الافريقي بين الافريقي و المغرب الفاسي و الكل لاحظ التشجيع المتميز للجماهير الحاضرة والتي كان عددها كبير جدا لكن تشجيعهم كان في اطار الروح الرياضية مما أعطى انطباعا جيدا للجميع و خلنا أن مباريات البطولة ستدور في أجواء طيبة بعيدة عن التوتر و الفوضى الا أننا صدمنا، يوم أمس الاربعاء 30 نوفمبر ، بواقع مر تمثل في متابعة مشاهد لا تليق برياضة كرة القدم التونسية ، صور أتتنا من ملعب قابس وملعب المنزه و أيضا ملعب المنستير و ما نتج بعدهم من تبعات فالجمهور في المنستير لم يكفيه اجتياح الملعب بل واصل شغبه ختى خارج الملعب لتشهد مدينة المنستير حالة من الفزع و الفوضى كنا في غنى عنها نظرا للوضع الحساس التي تعيشه البلاد التونسية ....أما الملعب الأولمبي بالمنزه فقد شهد بدوره تصادما بين الشرطة و مجموعة من أحباء النجم الرياضي الساحلي هذا اذا أضفنا الى كل ذلك تهشيم كراسي الملعب وهي ممتلكات عامة ليس من حق أي ان كان أن يعتدي عليها . كما شهد ملعب قابس بدوره اجتياحا من قبل الجماهير عقب نهاية المباراة حيث قامت الجماهير بالاعتداء على طاقم التحكيم. مشاهد مؤسفة و غير لائقة قد تعيد للأذهان ما شهدته البطولة التونسية عقب الثورة التونسية حين ما أصبح الجمهور يحكم بأحكامه راميا عرض الحائط معنى الروح الرياضية مما استوجب وقتها اتخاذ قرار باجراء جميع المباريات دون حضور الجمهور ...فهل أن جمهورنا الرياضي يريد العودة بالبطولة التونسية الى نقطة الصفر و حرمان محبي هذه الرياضة من مساندة فرقهم في المدارج. في الأخير أود توجيه نداء للجماهير الرياضية بضرورة التحلي برفعة الأخلاق و التشجيع في اطار رياضي بعيدا عن التعصب و الكراهية فكلنا تونسيون و نحب هذا البلد الغالي ...ومن يقرأ هذا النداء من الضروري ايصاله لأصدقائه و أقربائه حتى نعيد لكرة القدم التونسية اعتبارها و اعتبار الجمهور الرياضي . كوورة