ما انّ هدأت وتيرة الانقسامات والخلافات تدريجيّا صلب النّادي الإفريقي مع بداية نهاية حملات المقاطعة التّي ولدت منذ إعلان الشريف بلاّمين رئيسا للفريق في جلسة عامّة تاريخيّة ستبقى عالقة في أذهان جماهير الأحمر والأبيض وما رافقها من كلام حول غطاء اللاّشرعيّة الذّي حظي به بلاّمين, حتّى عاد الحديث عن تحويرات مرتقبة في تركيبة الهيئة المديرة للفريق لتهبّ رياح التّغيير على أسوار الحديقة"أ" , تتالى الأحداث وتتشابه ليجد الإفريقي نفسه على فوهة بركان في ظلّ المعطيات الأخيرة التّي أفرزتها الحالة الصحّية للشريف بلاّمين والعمليّة الجراحيّة التّي خضع لها أمس, بلاّمين تأكّد انّه سيغيب عن الفريق لمدّة لا تقلّ عن ثلاثة اشهر وبالتّالي بات الحديث منذ الآن عن خليفته المرتقب باعتبار انّ نائبه منير البلطي غير مخوّل من النّاحية القانونيّة للتصرّف في شؤون النّادي كونه ليس عضوا منتخبا وجميعنا يتذّكر كيف وصل البلطي إلى كرسي النيّابة.. يتذكر العارفين بكواليس النّادي الإفريقي وبقانون اللعبة أكدّوا أنّ الظرف الحالي يتطلّب عقد جلسة عامّة خارقة للعادة يتمّ من خلالها انتخاب رئيس جديد للفريق بحكم أنّ نهاية ولاية الشّريف بلاّمين باتت مسالة وقت لاغير, تطّورات مثيرة لم تكن تخطر على بال أحد خصوصا اولئك الذّين سعوا لطمس معالم "عزل" المرشّح الوحيد انذاك جمال العتروس في الجلسة الفارطة وما أحدثته هذه الأخيرة من شقاق صلب العائلة الموسّعة للإفريقي في وقت تحدّث فيه الجميع عن مؤامرة تحاك ضدّ اسم وتاريخ هذا النّادي العريق. التخمينات ترجّح اقتصار المنافسة على خلافة بلاّمين بين المرشّح الأبرز جمال العتروس الذّي كثيرا ما ارتبط اسمه بكّل مخاض يعيشه الفريق و منافسه المباشر نائب الرّيس الحالي منير البلطي الذّي لطالما انتظر مثل هذه الفرصة خاصّة وأنّ الجميع يدرك أنّ هذا الأخير لن يكون يوما ما رئيسا منتخبا للفريق لأنّ شعب الإفريقي يرفض تواجده من الأصل في مركّب النّادي. كلّ السيناريوهات تبقى واردة في فريق الناّدي الإفريقي, فالقرار يطبخ على نار هادئة والمصلحة قد تقتضي مراجعة الكثير من الحسابات كأن يصبح مثلا عدوّ الأمس صديق اليوم ومن يدري قد يتواجد البلطي والعتروس جنبا الى جنب في هيئة مديرة واحدة وقد ينجح البلطي في حسم الصّراع مبكّرا مثلما جرت عليه العادة, او قد تلجأ هيئة الحكماء إلى خلق بديل جديد جاهز لتحمّل المسؤوليّة و لم لا يواصل بلاّمين رحلة الريّادة عن بعد وبين هذه الفرضيّة وتلك فالأكيد أنّ فريق النّادي الإفريقي الذّي خلنا انّه تجاوز مرحلة هي الأخطر على مرّ تاريخه سيشهد فصلا جديدا من فصول الحروب الأهليّة التّي طوّقت مسيرة النّادي و مزّقت وحدته ليدفع بذلك الفاتورة غالية وخزائن الفريق الخاوية في العشريّة الأخيرة أكبر دليل على ذلك... بالمحصلة يبدو أنّ العملّية الجراحيّة التّي خضع لها الشّريف بلاّمين ستكون أكثر تأثيرا على سير الأحداث في النّادي الإفريقي وقد تحقّق ما عجزت عنه هيئة المحامين المكلّفين بالدّفاع عن الفريق و التي لهثت طويلا لإبطال قرارات الجلسة العامّة الانتخابيّة لكن دون جدوى..