عشرات الشماريخ تطلق من هنا وهناك... عشرات الكراسي والقوارير تتطاير من المدرجات دون أن تختار أين وعلى من تسقط... كرّ وفرّ بين رجال الأمن والعشرات من الجماهير... إصابات متفاوتة الخطورة لحقت بالعشرات... دماء وجنون وهستيريا ومحاولات للسيطرة على الوضع... هذه هي الصورة القاتمة التي شاءت فئة شاذة من الجمهور بملعب 7 نوفمبر برادس أن ترسمها خلال وفي أعقاب مباراة إياب نهائي رابطة الأبطال الإفريقية بين الترجي الرياضي التونسي ومازمبي الكونغولي ل»عُرس» كرة القدم الإفريقية. البداية كانت بعد الهدف الأول للترجي الرياضي عندما تهاطل وابل من الشماريخ أطلق من «الفيراج» على حافة أرضية الملعب لتتصاعد سحب من الدخان الكثيف وتغطي سماء «درّة المتوسط»... هذه التجاوزات تعامل معها رجال الحماية المدنية والأمن الوطني بكل حرفية ليتواصل اللقاء في كنف الروح الرياضية... ولكن هذه الفئة أبت إلا «إغتيال» الروح الرياضية مجددا فراحت تلقي بالقوارير والكراسي من المدرجات، وهو ما تطلب تدخلا حازما من رجال الأمن، ونظرا لتعنت البعض من الجماهير فقد تحول التدخل لفرض الانضباط إلى شبه مواجهة أسفرت عن إصابة العشرات بينهم نحو عشرين عون أمن تم نقلهم إلى مستشفيات الياسمينات والحبيب ثامر والقصاب إضافة لمركز الحروق والإصابات البليغة ببن عروس حيث تلقوا الإسعافات الضرورية قبل أن يسمح لهم بالمغادرة. 60 موقوفا هذه المواجهة خلفت-إلى جانب الخسائر المادية الفادحة التي تقدر مبدئيا بآلاف الدنانير- حوالي مائتي موقوف تم إطلاق سراح حوالي 140 منهم واحتفظ بالبقية وعددهم يناهز الستين من محبي الترجي. إيقاف محبين ليلة المباراة ووفق ما ذكرته صحيفة " الاسبوعي " التونسية فأن أعوان الأمن تفطنوا ليلة المباراة لشابين كانوا بصدد الاقتراب من ملعب رادس فاسترابوا من أمرهما وبالالتحاق بهما عثروا بحوزتهما على كمية كبيرة من الشماريخ فأوقفوهما وحجزوا البضاعة، وقد اعترفا بانهما كانا ينويان اخفاءها على مقربة من الملعب استعدادا لاستعمالها يوم المباراة، وهو ما يرفع عدد الموقوفين إلى نحو 62 من المنتظر أن يحالوا صباح اليوم على السلط القضائية ببن عروس لمواصلة التحقيقات معهم واتخاذ الاجراءات القانونية في شأنهم.