أوجه تشابه كثيرة تجمع بين الفترة التي قضاها المدرب "فوزي البنزرتي" على رأس الترجي الرياضي وتلك التي قضاها على رأس النجم الساحلي قبل سنوات قليلة... فهذا المدرب القدير أحرز على لقب البطولة مع الفريقين ولكنه عجز عن الظفر بكأس رابطة الأبطال الإفريقية ليفسح المجال لمن خلفه على رأس الإطار الفني للنجم الساحلي آنذاك ونعني به المدرب "برتران مارشان" ليتوج بأمجد الكؤوس الإفريقية ومن يدري لعل التاريخ يعيد نفسه ويحرز الترجي مع المدرب الذي سيحل محل "البنزرتي" على كأس رابطة الأبطال الإفريقية التي كانت قريبة المنال هذه السنة لولا الحكم "كوكو". لكن بالرغم من النتائج التي سجلها مع الفريقين فإن العلاقة بين المدرب "فوزي البنزرتي" ومسؤولي الفريقين لم تكن دائما على ما يرام بل كثيرا ما نسمع عن خلافات ربما تعود أساسا لمزاج المدرب وعصبيته المفرطة وتعنّته الشديد ورفضه مناقشة اختياراته... ولعل من هذه الاختيارات ما يتعلق باللاعبين الأجانب إذ أبدى المدرب "فوزي البنزرتي" تحفظا كبيرا إزاء اللاعب الأجنبي سواء عندما كان في النجم الساحلي أو من خلال إشرافه على حظوظ الترجي...ففي النجم الساحلي توصل المدرب إلى إحراز البطولة بفريق شاب شبهه "البنزرتي" آنذاك بروضة أطفال...لكن بالعودة إلى الرصيد البشري للنجم في تلك الفترة نلاحظ أن "البنزرتي" تجاهل لاعبين أجنبيين من أعلى طراز هما "موسى ناري" و"أوقمبي" وقد تأكد ذلك من خلال مردودهما الباهر في كأس رابطة الأبطال فيما بعد ومساهمتها الفعالة في إحراز النجم على هذا اللقب مع "مارشان"... ونفس السيناريو تقريبا أعاده "البنزرتي" في الترجي الرياضي بتجاهله التام للاعب الكامروني "روجي" الذي يتمتع بإمكانيات فنية وبدنية هائلة ولا ينقصه غير نسق المباريات بسبب عدم اكتراث "فوزي البنزرتي" به وجعله عجلة خامسة في الفريق لا يلتفت إليها إلا عند الحاجة. ويتردد كذلك أن المدرب "فوزي البنزرتي" كان وراء عدم منح الفرصة للاعب الغاني الشاب الذي قيل في شأنه الكثير ونعني به "ماهاتما أوتو" الذي انتدبه الترجي خلال هذا الموسم. والأكيد أنّ الرصيد البشري للفريق يضم ثلة من اللاعبين الأجانب الذين لم يلتفت إليهم المدرب "فوزي البنزرتي" ولم يكلف نفسه حتى تجربتهم... وطبعا فإن الأمر لا يتعلق بعنصرية من قبل "فوزي البنزرتي" نابعة عن كراهية ونبذ الآخر ولكنها عنصرية نابعة من وطنية مفرطة..لأن من يعرف "فوزي البنزرتي" عن كثب ويتابع تصريحاته وكلامه منذ سنوات يدرك أن تفكير هذا المدرب القدير منصب دائما نحو المصلحة الوطنية ومصلحة المنتخب قبل كل شيء حتى عندما يكون بصدد الإشراف على تدريب فريق...فمنتخبنا الوطني في حاجة إلى لاعبين وطنيين قبل كل شيء حتى لا نلجأ في كل مرة إلى التجنيس. كما أنه من المعروف عن "فوزي البنزرتي" أنه صارم في مسألة الانتدابات الأجنبية ولا يعترف بغير اللاعب الأجنبي الذي يفوق اللاعب التونسي ويقدم الإضافة وهو ما يفسر احتفاظ المدرب "فوزي البنزرتي" بالمهاجم "مايكل اينرامو" وتغاضيه عن شطحاته في بعض الأحيان لأنه يدرك أن الترجي يفتقر إلى معوض في قيمته... لكن هذا لا يمنع من القول أن وطنية "فوزي البنزرتي" المفرطة كلفته الكثير وكشفت بأن خياراته لم تكن دائما صائبة وثاقبة. وقد تأكد ذلك بالخصوص مع "موسى ناري" في النجم الساحلي ومع الكامروني "روجي" في الترجي الرياضي . ويمكن الجزم بأن نقطة ضعف فوزي البنزرتي تمثلت في اللاعبين الأجانب سواء عندما كان في النجم أو خلال فترة إشرافه على الترجي.