على مريض الكلى في رمضان مراعاة حالته الصحية واستشارة الطبيب أولا، وبحسب المناسب لحالته الصحية يقرر له مدى قدرته على صيام الشهر الفضيل. يعد مرضى الكلى من أكثر الاشخاص تأثراً بنمط تغذيتهم، فحالتهم قد تسوء أو تتحسن بحسب ضبطهم لغذائهم وشرابهم، لذا فقد تشكل الإصابة بأحد أمراض الكلى أحد أكثر الأمور العالقة حول امكانية صيام هؤلاء الأفراد في الشهر الفضيل، وهذا ما سنتطرق له فيما يلي: ماذا تشمل أمراض الكلى؟ إن موضوع أمراض الكلى موضوع واسع، إذ تتواجد العديد من المشاكل الصحية التي تندرج تحت هذه القائمة، وتختلف بشدتها واعراضها من شخص لاخر، وتشمل أمراض الكلى: * حصى الكلى. * أمراض الكلى المزمنة كالقصور الكلوي، الفشل الكلوي. * المغص الكلوي. كما ونتطرق هنا إلى بعض الإجراءات كغسيل الكلى وزراعة الكلى ومدى ملائمة الصيام للأشخاص الذي قاموا أو سيقومون بها. نصائح عامة لمرضى الكلى في رمضان في البداية دعونا نقدم أهم الأمور التي يجب على كل مريض كلى مهما كانت حالته وشدتها مراعاتها خلال الشهر الفضيل: * قبل البدء بالصوم، على المرضى استشارة الطبيب المختص بأمراض الكلى، بخصوص ما إذا كان يجوز لهم أن يصوموا من الناحية الطبية، وما هي الخطوات التي يجب اتباعها خلال الصوم، إذ لا يجوز أن يصوموا دون موافقة الطبيب المعالج. ويقرر الطبيب ذلك بناءاً على نوع المرض الكلوي، اداء الكلية، الأدوية الثابتة التي يتناولها وغيرها. * من المهم معرفة كيفية التصرف خلال الصوم، وبالأساس فيما يخص تجنب مشكلة الجفاف الذي قد يؤدي لإلحاق ضرر حاد بوظائف الكلى. * يجب مواصلة تناول الأدوية الثابتة وفقا للتعليمات المتبعة وبالأخص مدرات البول (على سبيل المثال: الفوسيد والديزوتيازيد)، الأدوية الضغط الوبالأخص تلك التي قد تؤدي لإلحاق ضرر كلوي حاد في حال حدوث حالة تجفاف وإن كانت خفيفة. صيام مرضى حصى الكلى في أغلب الحالات التي تعاني من حصى الكلى قد لا يشكل الصيام مشكلة كبيرة ولكن يشترط أن يتم ذلك بمراعاة أخذ الاحتياجات الكافية من السوائل حتى لا يصاب بمشكلة الجفاف التي قد تزيد من الترسبات والمغص الكلوي. وينصح عادة من يعاني من ترسبات في الكلى أو حصوات، بما يلي: * شرب كمية كبيرة من الماء بحيث لا تقل عن لترين الى ثلاث لترات مع مراعاة توزيعها على مدار فترة الفطور (ما بين اذان المغرب وحتى اذان الفجر) * تجنب أخذ مدرات البول كالمشروبات التي تحوي الكافيين من قهوة وشاي أو مشروبات غازية فهي ستساهم في زيادة خسارة السوائل من الجسم وزيادة فرص التجفاف. * الحرص على تجنب الأغذية التي قد تزيد من الترسبات في الكلى او مجرى البول مثل الاكسالات oxalate، والمصادر العالية بالكالسيوم. * اعتماد نظام غذاء صحي متوازن مع الحرص على ضبط كميات البروتين بحيث لا تتجاوز ما هو مسموح. * تجنب التعرض لاشعة الشمس في النهار والقيام بأي مجهود بدني قد يساهم في زيادة خسارة السوائل من الجسم. * الالتزام بتناول الأدوية كما يصفها الطبيب. أما المرضى الذين يعانون من الغص الكلوي (Renal colic) الناجم عن مرور الحصى الكلوية، فلم يجد العلماء أي مانع قد يحول ما بين صيامهم، إذ لم تثبت أي دراسات وجود علاقة بين زيادة أعراض المغص وبين تأثير الصيام في ذلك وهذا ما جاء ذكره في مراجعة لعدة دراسات نشرت نتائجها في في مجلة Research in Medical Sciences عام 2013. الصيام وأمراض الكلى المزمنة والفشل الكلوي في حالات أمراض الكلى المتقدمة كما في قصور الكلى، الفشل الكلوي فإن إمكانية الصيام قد تعتمد على شدة المرض وتقدمه. ففي الحالات البسيطة من القصور الكلوي قد لا يشكل الصيام أي خطر على صحة المريض، لكن في حالات الأمراض المزمنة والأكثر تعقيداً كالقصور الكلوي الحاد والفشل الكلوي فقد يكون من الصيام خطر على صحة المريض. هنا القرار الأول والاخير حول إمكانية الصيام يعود الى الطبيب، وهذا ما دعمته نتائج دراسة نشرت في مجلة Research in Medical Sciences عام 2014 ودراسة أخرى نشرت في نفس المجلة عام 2013 وكانت مراجعة لدراسات سابقة حول الموضوع. الصيام وغسيل الكلى المرضى الذين يضطرون الى القيام بغسيل كلوي مستمر قد يمكنهم الصيام في الأيام العادية التي لا تتم فيها عملية الغسيل، ولكن بعد موافقة الطبيب المختص. إذ بينت الدراسات التي أجريت حول تأثير الصيام على صحة المريض الذي يقوم بعملية غسيل للكلى لم تتأثر، ولكن بالتأكيد مع مراعاة رأي الطبيب في ذلك وتأثيره على صحته اذ تختلف الحالة من شخص لاخر، وهذا ما أكدته نتائج دراسة نشرت في مجلة Peritoneal Dialysis International عام 2013. أما في أوقات غسيل الكلى فقد لا يستطيع المريض الصيام ، ليس فقط لوضعه الصحي، وانما دينياً فقد أجمع علماء الدين على اعتبار عملية غسيل الكلى مفطرة. زراعة الكلى يتخوف مرضى الفشل الكلوي الذين قد أجريت لهم عملية زراعة كلية جديدة من الصيام، وهنا نطمئنكم الى أن نتائج الدراسات حول صيام زارعي الكلى كانت إيجابية ولم تتأثر صحتهم، وهذا ما جاء في نتائج دراسة نشرت في مجلة Research in Medical Sciences عام 2014. ولكن يفضل بدء الصيام فور استقرار حالتهم بعد العملية وهي فترة قد تحتاج الى ما يقل عن سنة تقريباً، وبعد موافقة الطبيب المختص حصراً.
