هذه الصورة من قلب مدينة صفاقس …ليست ضبابا وليس دخانا يخرج من عادم صوت شاحنة بل دخان ابيض غطى السماء وقطع الانفاس واذهب العقول …الجميع اغلق شبابيك سيارته فالحرارة افضل من هذه الرائحة القاتلة …بعض اصحاب المؤسسات الخاصّة خيّروا غلق مكاتبهم في انتظار زوال الغمّة … تحدثنا عن الدخان الذي لا ياتي وحده شماتة في الصفاقسية بل هي صناعة من يد البشر …البشر الذين تجرّدوا من ضميرهم ومن اخلاقهم واضرموا النار في المصب القريب من ميناء صفاقس والغالب على الظن ان البلدية هي من فعلت ذلك او اوحت به ليفعلوه وللاسف فليست هذه المرة الاولى ففي السنة الفارطة عشنا نفس الكارثة ونفس الظروف المحيطة بها … الى متى سنبقى تحت رحمة هذا المصب حتى بفرضية ان البلدية بريئة فطالما تكون الاوساخ موجودة فان حرقها يتم بايسر السبل والاكيد ان بلدية صفاقس صاحبة المصب تتحمل مسؤولية ذلك سواء كانت الفاعلة ام لا …. "بالحق فدّينا وروحنا طلعت وما عادش نجمو نتحملو " جملة قالتها سيدة عجوز مريضة وهي تختنق بمفعول هذه الروائح حافظ