تُعتبر صفاقس جغرافيّا وتاريخيّا مدينة ساحلية ما في ذلك شك ولكن على أرض الحقيقة والواقع فإنّ بحرها لا يشجّع احدا للسباحة فيه لذلك فإنّ الناس يقصدون عادة بحر الشفار الّذي يبعد حوالي 35 كلم عن وسط المدينة أو في الغالب نحو الشابة والمهدية الّتي تعدّ قبلة المصطافين من ولاية صفاقس .. وهذا العام وككل عام وبالرغم من الأحداث الّتي مرّت بها البلاد فإنّ أهالي صفاقس كانوا يُمنّون النفس بالتمتع بشواطئ المهدية الساحرة هروبا من حرّ الصيف وتمتّعا بالعطلة السنوية، خاصة أنّ الجهات المسؤولة اطنبت وأفاضت في بداية موسم الصيف في الحديث عن العطلة الآمنة وتوفير الأمن في الطرقات وووووو ... وإحقاقا للحق وحتى نكون منصفين فإنّه في الايام الأولى شهدت الطريق الرابطة بين صفاقس والمهدية بعض الدوريات والبوابات الامنية الّتي مثّلت مصدر أمان للمسافرين وتمكّنت من بعث الطمأنينة في قلوب الجميع، ولكن فجأة وسبحان مغيّر الأحوال باتت تأتينا أخبار ما أنزل الله بها من سلطان من نفس هذه الطريق، عن عمليات سلب ونهب وقطع للطريق ببوابات شعبية عديدة منتشرة على امتداد الطريق تجبر أصحاب السيارات على التوقف ودفع المال للمرور وإلاّ تكسير السيارة وإلحاق الاضرار بها، ورغم إستنجاد المواطنين بقوات الحرس والامن والجيش إلاّ أنّه لا حياة لمن تنادي ولازالت بوابات القطعية منتصبة ترهب وتسلب وتكسّر ممتلمكات الناس بكلّ وقاحة وثقة في النفس وكأنها تعمل بترخيص أو في إطار القانون ، ونحن لا نملك إلاّ أن نضم صوتنا الى صوت المواطنين ونسأل أسئلتنا البريئة عن سبب رفع تلك البوابات الامنية والسماح لبوابات البلطجية بترويع وسلب المواطنين، وهل من الشهامة والمروءة قبل العمل ونداء الواجب أن يتخلّى رجال الأمن عن القيام بدورهم في حفظ أمن الوطن والمواطن أيّا كانت الأسباب والخلفيّات؟ .. كما أسأل كبار تلك المناطق الّتي خرجت منها البوّابات الإجرامية أين انتم لتعيدو الصواب لأبنائكم وتمنعوا هذا الظلم عن مواطنين تونسيّين آخرين هم إخوانكم وقطعة منكم ، أم أنّ كل القيم اصبحت بعد الثورة مداسة وهي الّتي إتنتظرنا أن تصبح في قلوب التونسيين مقدسة، اسأل لأنّ ما يحدث لا يليق ومؤلم وقاسي .. وان كان لا يختلف في جوهره عمّا تعيشه البلاد من أحداث مؤسفة من انسحاب للامن عن القيام بواجبه وحلول أعمال المفسدين والمخرّيبن مكانه ، وهو ما نرجو أن ينتهي قريبا .. ولو أنّ صوتا بداخلي يصيح ولا اريد سماعه يقول لي “يا ذنوبي”