أكد رئيس الحكومة المؤقتة، حمادي الجبالي، يوم الثلاثاء من بروكسيل، ثقته في أن الدعم الأوروبي لعملية البناء الديمقراطي سيتوج جهود تونس في هذا المجال بالنجاح. وأوضح عقب لقائه رئيس مجلس أوروبا، هرمان فان رومبيو أنه “ليس لتونس من خيار سوى هذه المسار”، مجددا في السياق ذاته تعلق تونس بعلاقاتها الإستراتيجية والمميزة مع أوروبا. وأكد في ذات الصدد التزام تونس بالمضي قدما على درب إرساء مؤسسات ديمقراطية بالرغم من التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها. ومن جهته أوضح رئيس مجلس أوروبا أن تأكيد السلطات التونسية على ما يحدوها من إرادة في إنجاح الانتقال الديمقراطي وجعله مسار “لا رجعة فيه”، يعد الضامن الأساسي لمواصلة تعزيز التعاون التونسي الأوروبي. وجدد هرمان فان رومبيو في نفس الإطار التعبير عن دعم الإتحاد الأوروبي لكافة الأطراف التي تعمل على ترسيخ الديمقراطية وتجذير قيمها الجوهرية في تونس، سواء كانوا مسؤولين سياسيين أو رجال أعمال أو نقابيين أو غيرهم من ناشطي المجتمع المدني. وأضاف المسؤول الأوروبي قوله “إن الاتحاد الأوروبي مقر العزم على التقدم مع تونس باتجاه شراكة مميزة من خلال برنامج عمل جديد مشترك” مذكرا بأن الاتحاد قد ضاعف تقريبا حجم تعاونه المالي مع تونس بالنسبة للفترة الممتدة بين سنتي 2011 و2013 من أجل إنعاش اقتصاد البلاد وخلق مواطن شغل وإصلاح القضاء ودعم تنافسية قطاع الخدمات فضلا عن تنمية الجهات المحرومة بتخصيصه مبلغ 400 مليون أورو لدعم تونس خلال عامي 2011 و2012. كما بين أن الإتحاد الأوروبي يفتح أيضا أمام تونس آفاقا لإدماج متدرج لاقتصادها في سوقه الداخلية، من خلال إرساء منطقة للتبادل الحر الكامل والمعمق معها. وتحقيقا لقدر أكبر من حرية تنقل الأشخاص والهجرة والشراكة بين الشعب التونسية والشعوب الأوروبية، أوضح هرمان فان رومبيو، أن الإتحاد الأوربي “على استعداد لإقامة شراكة مع تونس” تشمل حرية تنقل مواطنيها في اتجاه الفضاء الأوروبي، معتبرا أن مثل هذه الخطوة ستكون أول صيغة شراكة من نوعها مع أحد بلدان الضفة الجنوبية للمتوسط “كعربون اعتراف بالدور الريادي الذي لعبته تونس في الربيع العربي”، على حد قوله. كما كانت لحمادي الجبالي، الذي كان مرفوقا في زيارته لبروكسيل بوفد هام، محادثة صباح الثلاثاء مع نظيره البلجيكي إيليو دي روبو. جدير بالذكر أن زيارة رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي إلى بروكسيل، التي تعد الثانية من نوعها منذ توليه رئاسة الحكومة، جاءت بدعوة من رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي، خوزي مانويل باروزو.