انسجاما مع سياق الاحتفالات بثورة الرابع عشر من جانفي المشبع بالقضايا التي شغلت ومازالت تشغل الجماهير تنظم عاصمة الثقافة العربية 2016 أيام 14 و15 و16 جانفي الجاري مهرجان الفنون الملتزمة. ويعد هذا المهرجان الذي ستتوزع عروضه على ساحة الفنون (الكنيسة) والمركب الثقافي محمد الجموسي والمركز الدولي للإعلام رسالة فنية موسيقية تحاول التظاهرة من خلالها ملامسة عديد القضايا الوطنية والإقليمية والإنسانية عبر الكلمة الهادفة واللحن الملتزم والأداء الراقي. ويتضمن المهرجان بالخصوص أربعة عروض لمجموعات كموسيقية آلت على نفسها أن تتغنى بالحرية والنضال لأجل الكرامة والقضايا العادلة منها أربع مجموعات تونسية تفاعلت سواء في أسمائها او اختياراتها الغنائية مع الأغنية العربية الملتزمة ومبدعيها ورواد الكلمة الهادفة. هذه الفرق هي على التوالي: فرقة الكرامة بقيادة سمير ادريس وهي التي نحتت لنفسها خطا نضاليا منذ اكثر من ثلاثة عقود تغني للحرية والكادحين ولفلسطين والعروبة وتقدم أحيانا باقات غنائية من مختلف الأقطار العربية ورواد الأغنية الملتزمة مثل الشيخ إمام وفرقة العاشقين الفلسطينية. مجموعة سيد درويش بقيادة زهير اللجمي وتعرف نفسها بأنها مجموعة ملتزمة تناضل من أجل المساهمة في نحت وبناء مشروع وطني فكري وسياسي ينتصر للثقافة التقدمية البديلة عن الثقافة السائدة في إطار النضال من أجل التحرّر الوطني والانعتاق الاجتماعي. ويبدو من الاسم الذي اختارته المجموعة النفس الشعبي النضالي إلى جانب تغنيها بقصائد محمود درويش وشعراء الحركة الوطنية ومسيرة التحرر الوطني الفلسطيني. فرقة لزهر الضاوي الفنان الذي خلدت أغانيه محطات نضالية منذ عايشها إمّا بالجامعة وهو لا يزال طالبا وإمّا بقفصة منطقته الأصلية التي عُرفت بنضالات أهاليها من عمّال الحوض المنجمي ليحتفي الجمهور بطريقته بنضالات الحوض المنجمي ويتذكر أمهات القضايا الوطنية التي هبت لأجلها أجيال من المناضلين وأريقت دماء لا يجب أن تنسى. وليس أفضل من الفن والموسيقى للتذكير بالحقوق المسلوبة كالأرض الفلسطينية التي بدورها حازت على نصيبها في سجل الأغاني لمجموعة لزهر الضاوي. وتختتم فرقة رحّالة لسامي حوّاط من لبنان المهرجان وهو موسيقار ومغن لبناني ولد في جبيل، عام 1956 ويعتبر حواط من رواد الأغنية السياسية في العالم العربي ومدافعا قويا عن الفن. وقد اشتهر سامي حواط بالتزامه السياسي فهو يغني عن الفوارق الطبقية والفقر والتطرف الديني، والحب المحرم، والمشاكل اليومية. وقد غنى لعديد الشعراء من بينهم بيرم التونسي وله أعمال مسرحية كما اشترك في أعمال فنية مع زياد الرحباني . وإضافة إلى الموسيقى يتضمن مهرجان الأغنية الملتزمة فقرة علمية تبحث عن التلاقح الفكري بين المشاركين من مفكرين وفنانين عبر مائدة مستديرة محورها الفنون الملتزمة: إبداع ورسائل.