في الحقيقة كنت أتمنى لو أنّني أستطيع أن أنعت من قاموا بقرصنة صفحة الفايسبوك لموقع الصحفيين التونسيين بصفاقس ، تمنّيت لو أستطيع نعتهم بالأحمرة، ولكنّني عاجز عن ذلك صراحة لسببين، أولهما خوفي من أن يفهمها الأحمرة بأنّها إساءة مباشرة لهم .. وثانيهما أنّ الأحمرة كما تعلمون لها الكثير من الصفات الحميدة كالصّبر والعمل وعدم إيذاء الناس وهي صفات كما ترون لا تتوفر في قراصنة موقعنا الميامين الّذين لا يشتركون في النهاية مع الاحمرة إلاّ في صفة الغباء .. بل الغباء المفرط .. فاكتشاف قرصنة الصفحة من طرف القرّاء لم يتطلّب وقتا طويلا لسبب بسيط أننا لا نقدّم في صفحتنا بالفايس بوك سوى روابط مقالاتنا على الموقع ولا ننشر أبدا شذرات أو آراء أو مقالات كاملة على الصفحة، والمتابع اليومي سريعا ما يفهم بأنّ ثمة خللا ما وأنّ صفحة الموقع قد قُرصنت .. لينقلب السحر على الساحر، وليقرأ المقرصنون ما لذ وطاب من عبارات التهكم والسخرية “ودعاء الشر” الّتي يبدو أنّ أيتام بن علي لا يستطيعون العيش دون سماعها والتمرّغ في وحلها .. وليكن لهم ذلك إلى يوم يُبعثون .. أمّا الدّليل الآخر على غباء من قرصنوا صفحتنا، فهو أنّ فعلهم المشين ذاك لم يزدنا سوى إقترابا من القرّاء ولم يزد سوى في محبّة القرّاء لنا والتفافهم حولنا .. فالهواتف لا تهدأ والرسائل لا تنقطع حتى ممّن يختلفون مع بعض ما يُنشر، والمضمون يكاد يكون واحدا .. واصلوا ونحن معكم .. وشتّان بين من رأس ماله محبّة القرّاء وبين من رأس ماله سخطهم عليه .. لا أريد أن أكون في موقع “شكّار العروسة” هذا أكيد .. ولكنّني لا أستطيع أن أخفي سعادتي بما بلغه موقعنا من عدد قرّائه وزائريه وخاصة نسبة مصداقيته المرتفعة، وهو يتربّع في مرتبة متقدّمة في المواقع الأكثر زيارة من بين آلاف المواقع التونسية .. وإنّ كلّ نجاح مثلما له أصحابه فله أعداؤه أيضا .. فيا أيها الأغبياء قرصنوا ما شئتم من مواقعنا .. ولكنكم أبدا لن تُخرسوا أصواتنا .. لم تقدروا على ذلك في عهد المخلوع بن علي .. ولن تقدروا عليه في تونس بعد الثورة .. فعودو إلى مقابركم فليس لكم مكان على هذه الأرض غيرها ..