بمجرد ان أشيع خبر اعادة تمثال الزعيم الحبيب بورقيبة بمدينة صفاقس حتى سقط قناع المنافقين و الكذابين الذين يريدون ايهامنا بالإعتدال و الإبتعاد عن التطرف وإعتزازهم بتونس و تاريخ تونس، فتعالى صياحهم و تنديدهم معتبرين هذا النصب التذكاري صنما قد يعبده سكان المدينة ويعيدهم للجاهلية عهد اللات و العزى. و الحقيقة أنهم لا يكرهون التماثيل و لا يعتبرونها أصناما بل يكرهون بورڨيبة في ذاته ويمقتونه مقتا قاتلا، فهم لم ينطقوا بمجرد كلمة أو إحتجاج عن نصب تمثال اللاعب الدولي حمادي العقربي أو تركيز تمثال للمناضلة مجيدة بوليلة أو اعادة تمثالي الزعيمين فرحات حشاد أو الهادي شاكر. صحيح أن لبورڨيبة أخطاء و انه لم يكن ديمقراطيا لكن لا أحد ينكر أنه كان وطنيا إلى حد النخاع وانه رمزا للحركة الوطنية و باني الدولة العصرية . التماثيل ليست أصناما و لا تأليها للبشر إنها ثقافة تعمل على تذكير شبابنا بهويته الوطنية و تاريخ بلده المجيد وتعطي لهذا الشباب التائه واليائس أملا في المستقبل عن طريق تذكيره بزعماء انجبهم هذا الوطن وصنعوا التاريخ. هته التماثيل تعيد لشبابنا إعتزازه بهويته التونسية العربية المسلمة و تحميه من السقوط في هويات أجنبية متطرفة نحو أقصى اليمين أو أقصى اليسار. نصب تماثيل من صنعوا تاريخنا المجيد من عهد قرطاج إلى اليوم هو ثروة وطنية يجب اظهارها و هو درع يقينا من الغزو الفكري الخارجي.