كتب الباحث في علم الاجتماع معاذ بن نصير تعليقا على نتائج الإنتخابات البلدية ما يلي: إنتقدني سطحية تفكيركم عِندما أخبرتكم بأن النهضة ستكتسح المشهد السياسي من جديد ، فإدارة النهضة لها من الإنظباط و التراتبية ما يجعلها الرقم الأصعب ، تغيير إستراتيجيتهم التواصليّة و الوجوه المتهرمة لسنوات 2011 و 2014 و إعادة الهيكلة من جديد كلها عوامل أتت بنكهة حزبية سياسية فتيّة . اليسار التونسي للأسف لازال إلى الآن يلبس ثوب السبعينات خطاب أكل عليه الدهر و شرب لم يواكب تحولات المجتمع التونسي الإجتماعية و الإقتصادية و بقي متقوقعا على ذاته و بمعزل عن تغير الخريطة الجغراسياسية الإقليمية و العالميّة . نداء تونس أو كما يحلو لي مناداته ب"نداء التجمّع" ، وظف طاقات كلاسيكية لخدمة حملته الانتخابيّة و هذا ما جعله يشهد تراجعا ملحوظا و ما حققه اعتبره فشلا ، العمل على توظيف الوزراء و الكتاب لحملته هي النقطة الاضعف و كان لها ان زاد في فقدان مصداقيته فكأننا امام حملات التجمع سنة 2009 . القائمات المستقلة من الخارج و اللامستقلة من الداخل لم ترتقي الى تطلعات الشعب فهي ورقة جديدة قديمة ، ضعف الإمكانيات الماديّة و لخبطة أفرادها جعل منهم الفراغ الحقيقي للمشهد السياسي. التيار الديمقراطي نجاحه ليس بغريب و هذا الفضل يعود للتسويق الإيجابي لصورة سامية عبو داخل النواب و تقديمها على أنها بطل المرحلة القادمة بدون منازع، صعود أعتبره صاروخي من خلال كفاءات شبابية . إنتخابات اليوم ليست صورة مصغرة لإنتخابات 2019 … فلا تقعوا مرة أخرى في قراءاتكم السطحية ، فالمتغيرات تختلف زمانيا و مكانيا …