منذ عقود و صفاقس في إنتظار قدوم وال جريء و شجاع يتمتّع بفهم كامل لخصوصيات المدينة ومشاكلها المتراكمة التي أرّقت متساكنيها و جعلتهم يعيشون في جحيم . فصفاقس مازالت تعيش و للاسف على وقع نظام المخلوع و طريقته في الحكم فلم تشهد تغييرا ولو بسيطا في الممارسات التي إعتاد عليها المواطن ولا في نمط عيشها الازلي الذي تفاقم بعد الثّورة و زادت تعقيداته و لا حلول في الأفق القريب و لا البعيد فالسيّد الوالي الذي كان يجب أن يكون المسؤول الأوّل و الحريص على مصالح المدينة و أبناءها نراه يعيش في عزلة تامّة عن محيطه فحركة المرور بالمدينة تزداد تعقيدا بصفة يومية ولم يحرّك تجاه ذلك ساكنا فقد كان بإمكانه جمع جميع المتدخّلين من بلديّات و شرطة و حرس المرور وإدارة التجهيز و خبراء المدينة لإيجاد حلّ لهذه المعضلة المزمنة و إتخاذ قرارات شجاعة وجريئة كجعل بعض الطرقات ذات إتجاه واحد و منع دخول السيّارات لبعض النقط السوداء و منع ركن السيّارات في الأنهج الرئيسية فصفاقس لا ينقصها الخبراء و لا أصحاب الرأي السّديد و لكنها في حاجة إلى مسؤول شجاع يمتاز بالإرادة القويّة و حسن التدبير و البعد كلّ البعد عن المصالح و الحسابات الحزبيّة الضيّقة التي تجعل منه أداة في يد السلطة يأتمر باوامرها دون التفكير في مصلحة الولاية التي يديرها .. لم نشهد يوما والي صفاقس يزور البوّابات الامنيّة التي تحرس المدينة و التي ضحّى الأمنيون في إقليم أمن صفاقس براحتهم وراحة أعوانهم حتى جعلوا منها بوّابات دائمة فزيارة من المسؤول الأوّل عن المدينة ترفع من معنوياتهم و تزيد من إصرارهم على مكافحة الجريمة خاصّة وهم يرون مسؤولا كبيرا يثمّن ما يقومون به ..لم نلحظ شيئا من هذا كما لم نلحظ أي زيارة للأماكن الأقل حظا في المدينة كالأحياء الشعبيّة ولا زيارات ليليّة للمستشفيات للوقوف على جودة الخدمات الصحّية المنعدمة أصلا .. حتّى اللقاءات مع رجال القلم و الصحافة إنقطعت منذ مدّة رغم مجهود مكتب الإعلام ..فصفاقس في حاجة اليوم إلى وال يخرج بها من النفق المظلم الذي قبعت فيه منذ أيام المخلوع و ما قبلها .. وال بنصفها و يدافع عن المدينة المعطاء مدينة العمل و الكدّ و الجهد الذي يقابل بالجحود ولا تتمتّع بما تنتجه و يقدّمه أهاليها للمجموعة الوطنيّة … فهل ستجود علينا الأيام بمن يغيّر من الواقع الأليم للمدينة شيئا..فلننتظر