قامت بلدية باريس بتدشين ساحة تحمل اسم الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد، وتتضمن هذه الساحة الواقعة في الدائرة 13 بباريس نصباً تذكارياً يحمل صورة حشاد ولوحة رخامية. وتوجّه وفد نقابي تونسي لحضور حفل التدشين يتقدمه الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد وثلاثة أمناء عامين سابقين للمنظمة، إلى جانب نور الدين حشاد نجل فرحات حشاد، كما حضره العديد من الشخصيات النقابية والسياسية الفرنسية والأحزاب اليسارية. هذا وأكد الناطق الرسمي للاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري في تصريحات لوكالة الأنباء الرسمية التونسية أن “الاتحاد سيتقدم إلى السلطات الفرنسية بطلب للحصول على كامل الأرشيف الخاص بعملية اغتيال حشاد في انتظار الوصول إلى الاعتذار عن هذه العملية”، على حد قوله. واعتبر الطاهري أن إطلاق اسم الزعيم النقابي فرحات حشاد على هذه الساحة له رمزية كبيرة من منطلق الاعتراف بحشاد شخصية دولية والإقرار بوطنيته ونضالاته، فضلاً عما يتضمنه هذا الإنجاز من اعتراف ضمني من فرنسا لإنصاف حشاد وإنصاف عائلته وكذلك إنصاف المنظمة النقابية في تونس. وشدّد الطاهري على أن “تدشين ساحة حشاد يعد خطوة أولى في إطار الاعتراف بالجريمة والدفع نحو الكشف عن الحقيقة وفتح الأرشيف الحقيقي بشأن عملية الاغتيال باعتبار أنه تم سابقاً تقديم أرشيف محدود للاتحاد”. ويعتبر فرحات حشاد أحد أهم رموز الحركة الوطنية في تونس والنقابية في العالم، مؤسس للاتحاد العام التونسي للشغل عام 1946 وصاحب شعبية عارمة بين الطبقة العاملة التونسية، وتم اغتياله في 5 ديسمبر/كانون الأول 1952 على يد منظمة اليد الحمراء والمكونة من مجموعة من الفرنسيين المقيمين بتونس .