بعد تصريحات الصحبي عتيق التي إستغلّها خصومه السيّاسيين لينفخوا فيها ويفتحوا حربا بدون هوادة لم يفتحوها عندما قال عدنان الحاجي ما قاله او عندما دعى الصغير اولاد احمد إلى العنف وما ذكره أيضا الطاهر بن حسين ومحمد الإبراهيمي هندما دعى إلى إفتكاك السلطة بالقوّة .. كلّ هذا التعامل بمكيالين وحسب المصالح يدخل تونس في أتون حرب كلاميّة كبيرة قبل ان تدخل لا قدّر الله في حرب اهليّة ومن واجب الجميع ان يحمّل كلّ من يدعو إلى العنف مسؤوليته فالعنف عنف يساريّا كان او إسلاميّا … وقد جاء في الصفحة الرّسميّة لحركة النهضة هذا التوضيح لكلمة الصحبي ولكنّه توضيح مبطّن بالتهديد لكلّ من يروم المسّ من الشرعيّة حسب رأيهم : تأويلات بعيدة وشطحات غريبة وسوء أدب، هذا ما يميّز بيانات خصوم النهضة وتعليقاتهم على ما قاله الأخ الصحبي عتيق في الوقفة الاحتجاجيّة ضد الانقلاب في مصر لقد قال الأخ الصحبي في لحظة انفعال: "هذه الجماهير لو فكرتم في دوس الشرعيّة في تونس ستدوسكم بأقدامها، من يستبيح إرادة الشعب سيستباح" الأستاذ الصحبي يتحدّث بلغة مجازيّة رمزيّة عن ردّ ممكن على فعل عدوانيّ ينظّر له البعض ويستهدف من خلاله الشرعيّة وإرادة الشعب فهذا من ذاك، ولن يحصل شيء من هذا حتّى يحصل شيء من ذاك، مازاد الأستاذ الصحبي على ان قال: السنّ بالسنّ والعين بالعين … والبادئ أظلم وقد قال أعداء النهضة ودعاة التمرّد على الشرعيّة ابتداء أعظم ممّا قال هو جوابا: فهل نسيتم تهديدات الصغير أولاد حمد وعدنان الحاجي ومحمّد البراهمي والطاهر بن حسين؟ وهي تهديدات صريحة ضدّ النهضة بالقتل والتصفية الجسديّة والقتال أمّا كلام الأستاذ الصحبي فمشروط ودفاعيّ وحمّال أوجه وسياقه يردّ على التوظيف السياسيّ الرخيص له، فلم هذا الكيل بمكيالين؟ ما يجب أن يعلمه كلّ مغامر يهذي بالتمرّد على الشرعيّة ويستهين بإرادة الشعب ويدفع نحو المجهول والخراب، أنّ النهضة وأنصارها وأنصار الشرعيّة وسائر الأحرار قد صبروا طويلا على الأذى والاستهداف المتكرّر وأقاموا الحجّة على خصومهم، ولن يسمحوا بانهيار المسار السياسيّ القائم كلّفهم ذلك ما كلّفهم، خريطة الطريق واضحة: إذا حكّمتم العقل فالانتخابات قادمة والصندوق بيننا، ومن يأت به يعينه الجميع ونحفظ بلدنا واستقرارها ونمير أهلنا، هذا هو أملنا ومطلبنا وذلك هو العدل والمنطق، وإذا سوّلت لكم أنفسكم أيّها المغامرون الحمقى أمرا فلن نترككم تخرّبون البلاد ولن نفرّط في الحقّ مهما كان الثمن