يستعدّ أنصار الشريعة الذي صنفته الحكومة التونسية ضمن الحركات الإرهابية إعلان ولائه لما يسمى تنظيم القاعدة العالمي وزعيمه أيمن الظواهري، وحسب المعلومات المتوفرة، فإن أبا عياض التونسي فتح معسكرات تدريب لعناصره في جنوب ليبيا أوفد إليها الظواهري أحد أكبر كوادره المعروفين لشحن الشباب وتجنيد عناصر جدد بعد الفشل والجفاف الكبير الذي عانى منه فرع القاعدة في الصحراء. يُنتظر أن يعلن تيار أنصار الشريعة التونسي بعد فترة انتماءه إلى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، ويحتمل أن ينشط تحت إمارة قاعدة الصحراء بزعامة عبد المالك درودكال المدعو أبو مصعب عبد الودود، في ضل التنافس والتطاحن الكبيرين بين الأخير ومختار بلمختار المنشق عن درودكال، وأسس تنظيم جديد مع حركة التوحيد والجهاد سمي «المرابطون»، حول احتواء هذا الفصيل الإرهابي الجديد في تونس، علما أن أبا عياض يتواجد حسب تقارير أمنية في جنوب ليبيا، في مهمة اقتناء السلاح رفقة بلمختار، المدعو «الأعور»، وذكرت تقارير تونسية أن أباعياض زعيم أنصار الشريعة التونسي يتحكم في 3000 إرهابي يتواجدون في ليبيا، ويشرف عليهم ويدعمهم الليبي عبد الحكيم بلحاج، رئيس حزب الوطني الليبي، الذي نفى أيّ علاقة له بأنصار الشريعة وزعيمها. ونقل جهاز أمن إقليمي معلومات دقيقة إلى المخابرات اللبنانية أن القيادي البارز في القاعدة ناصر أبو بصير أرسل أحد كوادره الشخصية ويُدعى «أبو بكر المثنى» إلى تونس، لجمع شتات الإرهابيين واحتوائهم في معسكرات تدريب وتولّي زمام الأمور للقيام بعمليات نوعية في تونس والدول المجاورة، وهو ما يفسر حالة الفوضى التي يعرفها جنوبتونس في منطقة الشعانبي وظهور خلية إرهابية تم غرسها مؤخرا بناء على تعليمات أيمن الظواهري على مقربة من الحدود الجزائرية، ويحاول بذلك، تنظيم القاعدة الأم الذي يعاني في مختلف مناطق العالم خلف فرع جديد له على الحدود التونسية والجزائرية وإبقائها منطقة ساخنة ومتواصلة دون انقطاع مع بقية الخلايا الأخرى، بما فيها جبهة النصرة السورية، وهو ما يفسر تفكيك أجهزة الأمن الجزائرية شبكات تعمل على نقل الشباب للقتال في سوريا، بعد تلقي التدريبات في معسكرات الإرهابيين في ليبيا وتونس عبر تركيا، وإلقاء القبض على عدد منهم في الولايات الحدودية القريبة من تونس كالوادي والطارف وعنابة، ويرجع تدخل تنظيم القاعدة الأمن في المغرب العربي في تونس وليبيا إلى فشل درودكال في تحقيق الأهداف المسطرة بسبب قوة وفعالية مصالح الأمن الجزائرية والصراعات حول الزعامة التي قسمت التنظيم.