نعم صفاقس ليس لها أهلا يدافعون عنها ولا وال يسهر على حلّ مشاكلها لذلك ودون مبالغة يصحّ القول على صفاقس "لا والي ولا إمالي" فأهلها البعض منهم هجرها للعاصمة وهناك نسيها وحتى من مات منهم رحمه الله دفنوه أبناؤه في مقابرها وهي إشارة صريحة للقطع مع هذه المدينة أما من بقي فيها فهم لا حول لهم ولا قوة يعيشون على العمل ليلا نهارا ويكدّون كعادة الصفاقسية ويبقى العيب الأكبر في مثقفيها وساستها فالذين إنتخبناهم لم يظهروا حبا لصفاقس ولا دفاعا عنها لقد أغرتهم الكراسي وأجور التأسيسي مما عمق في تهميش المدينة التي باتت تعاني من مشاكل خطيرة ستكون نتائجها جدّ وخيمة وأبرز هذه المشاكل إرتفاع منسوب المياه في المائدة المائية أولا ثم إرتفاع معدل الجريمة والسرقة والفساد الأخلاقي في شقق الدعارة وإهتراء البنية التحتية للمدينة فالطرقات بعضها لم يُعبّد منذ الإستقلال في مدينة تدّر أموالا طائلة علي خزينة الدولة ولا تستفيد منها إلا القليل والسور الشامخ بدأ ت صخوره تتآكل وتتناثر ترابا والمعضلة البئية وإنتشار الأوساخ والروائح الكريهة المنبعثة من السياب وحالة المدينة العتيقة ووضع الاحياء الشعبية المزري أما قولنا أن صفاقس ليس لها والي فهذا أيضا لا يجانب الصواب فكلّ هذه المشاكل التي تحدثنا عنها لم تجد الآن حلولا عاجلة ولا حتى آجلة وكنّا ننتظر أن يخرج السيد والي صفاقس من مكتبه ليعاين النقائص ويفتح الملفات ويصدر الأوامر ويتساءل لماذا يُحرق السور ولم يتحرك رئيس البلدية وأين الكاتب العام وأين هي لجان التفكير لعلاج مشكل النزوح وإنتشار الأطفال في الشوارع وكيف يمكن التقليص من نسبة الجريمة وهل بالإمكان معالجة النقائص في الأحياء الشعبية كنت أنتظر في كلّ يوم خروج والي صفاقس من مكتبه ليدخل المدينة العتيقة ويصدر القرارات ويفعل شيئا ما لهذه المدينة التعيسة قبل الثورة وبعدها وكنت أنتظر أيضا أن يتفاعل الوالي مع الإعلام ويستجيب لطلب محاورته لكنّ لا جواب؟؟؟ لذلك صفاقس لا والي ولا إمّالي "