لم يكن برنامج الصندوق الاسود الذي قدّمته الجزيرة الليلة في مستوى الجرأة المتوقّعة وإكتفي بألقاء الاسئلة دون إعطاء اجوبة مع إتهامات مبطّنة لسائق شكري بلعيد وزوجته وكمال لطيّف والمؤسّسة الامنيّة ولم يكن في مستوى تطلّعات ملايين التونسيين الذين كانوا يمنون النفس بمعرفة الحقيقة حول هذا العمل الإجرامي السياسي بإمتياز وأضاف غموضا على غموض القضيّة وجعل حتى من الاجهزة القضائيّة والامنيّة محل إتهام وقد وجد هذا البرنامج ومن وراءه الجزيرة الارضيّة شاسعة أمام صمت الجهات الرسميّة على كشف الحقيقة بقطع النظر عن المتهمين أو الضالعين في الجريمة وهذا الصمت هو الذي يطرح عديد الاسئلة والشكوك حول الجهات التي قد تكون ضالعة في الجريمة فهل ستظهر الحقيقة يوما ما ؟ ولكن سيبقى عملا إستقصائيّا محفوفا بالمخاطر لان الجهة المتّهمة تعمل في الخفاء وبحرفيّة وغير معروفة وقد تكون هذه الاسباب هي التي جعلت المشرفين عليه لا يغوصون في اعماق العمليّة او منعوا من ذلك ولكن والواضح أن الحقيقة موجودة لدى طرف من الاطراف التي مرّت في البرنامج