نظمت جمعية محمد الجموسي للموسقى و الفنون بالتعاون مع المندوبية الجهوية للثقافة و المعهد العالي للموسيقى في إطار برمجة متنوعة تحيي خلالها الذكرى الثلاثين لرحيل الفنان محمد الجموسي ندوة فكرية حول محمود عمار أحد الشخصيات الثقافية بصفاقس في أواخر القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين و ذلك يوم 28 جانفي 2012 على الساعة الثالثة ظهرا بالمعهد العالي للموسيقى بصفاقس .وأدار جلساتها الدكتور لسعد الزواري وقد تحدث السيد علي حشيشة : شخصيّات من الحياة الموسيقيّة بجهة صفاقس في القرنين التّاسع عشر والعشرين : الشّيخ محمود عمّار أنموذجا. والأستاذ خالد عمّار : السّيرة الذّاتيّة للشّيخ محمود عمّار. أما الأستاذ وجدي عليلة : عرض وتقديم وثائق في المالوف التّونسي من مكتبة الشّيخ محمود عمّار. وكان مسك الختام مع الأستاذ فريد خشارم : أعيان مدينة صفاقس في أواخر القرن التّاسع عشر وبداية القرن العشرين : الشّيخ محمود عمّاراذ بيّن في مداخلة ثرية أن في التقديم محاولة للإشارة إلى أهميّة التاريخ المحلّي والمونوغرافيا في دراسة التاريخ بالإعتماد على كل أنواع المصادر من بينها الأرشيفات الأهليّة والخاصة على غرار أرشيف عائلة عمّار معرّفا بهذا الأرشيف ، والتطرّق إلى أهميّة المرحلة التاريخيّة التي عاش فيها محمود عمّار (1853 – 1923 ) وهي مرحلة حسّاسة في تاريخ البلاد التونسيّة لما عرفته من أحداث أبرزها الإحتلال الفرنسي ثمّ قدّمت تخطيط العمل الذي كان كالآتي :,,,,, الشيخ محمود عمّار : العالم المثقّف ؟ السؤال الذي انطلقنا منه : أهو عالم أم مثقّف ؟ بالعودة إلى مكتبته وقفنا على تنوّع المؤلّفات التي كان يطالعها ومن بين المؤلّفات والتي تعد نادرة اليوم في التاريخ دائرة محمود مقديش نسخة مخطوطة باليد وأخرى من المطبعة الحجريّة ، وفي الموسيقى مؤلّف في مالوف الهزل كتبه محمد بن الحاج حمودة بن الرايس علي القصادري ، وأهم عمل قام به محمود عمّار هو تجميعه لجزء هام من التراث الموسيقي الصوفي والأندلسي . إلاّ أنّنا لم نقف على أي عنوان من تأليف الشيخ محمود والإدعاء بأنّه ألّف كتابا في الموسيقى سمّاه ” ديوان المسرّات في علم النغمات ” فإنّنا نشك في ذلك ← محمود عمّار مثقّف مطالع الشيخ محمود متحصّل على شهادة التطويع من جامع الزيتونة وتؤهّله هذه الشهادة إلى تولّي المناصب الشرعيّة والقضائيّة ، يمكن إعتباره عالم . لكن السؤال ماهو موقفه من من الحركة الإصلاحيّة كعالم ؟ ماهو موقفه من عمليّة التحديث ؟ ماهو موقفه من الإستعمار الفرنسي ؟ ماهي علاقته بالسلطة المركزيّة ؟ الوثائق المتاحة لا تسمح بالإجابة عن هذه الإشكاليّات ( ربّما وثائق غائبة أو تم تغييبها ) لذلك إعتبرناه عالم في المجال الديني ، عالم تقليدي ← محمود عمّار عالم تقليدي مثقّف .. محمود عمّار والحياة الموسيقيّة ضمت مكتبته رصيدا هاما من التراث الموسيقي : أشعار ، قصائد ، أزجال ، موشحات ، مدائح ، أذكار ، البعض حفظه عن طريق السماع والبعض الآخر اطلع عليه عبر مطالعاته . يصنّف هذا التراث إلى صنفين : الموسيقى الصوفيّة والمالوف هل كان شيخ طريقة ؟ أو انتمى إلى أحدها ؟ حاولنا دراسة نماذج من المدوّنة الموسيقيّة الموجودة بمكتبته لكشف خلفيّته الذهنيّة والثقافيّة واستجلاء النسق التاريخي للفترة التي عاش فيها . اعتمدنا عيّنة أولى متكوّنة من ثلاثة قصائد بعنوان : أنتم فروضي ، قلبي يحدّثني ، قف بالدّيار . هذه القصائد وجدناها تعود لابن الفارض (1181 / 1235 )الملقّب بسلطان العاشقين وأشهر الشعراء المتصوفين بسوريا ، ويمثّل ابن الفارض امتدادا للتصوف التأملي الفردي ، تصوف يدعو إلى الزهد والتقشّف. عيّنة ثانية الزجل إعتمدنا أربعة أزجال بعنوان : يارب يا مرغوبي ، نا اليوم مدرول مغروم ، باب الله مفتوح ، ساهر ليل ونهار . هذه الأزجال تعبّر عن توجه مغاير في اهتمامات محهود عمّار اهتمام مرتبط بالتصوف الشعبي والطريقة الشاذليّة ، كما وقفنا على بعد صوفي آخر مرتبط بالطريقة القادريّة التي تميزت أشعارها بالتوسّل إلى الأولياء . ←اهتمّ بالتصوف التأملي الفردي ، أخذ عن الطريقة القادريّة ، تأثّر بالطريقة الشاذليّة . عيّنة ثالثة المالوف . أهم أثر بالمكتبة في سفينة المالوف لصاحبه محمد بن الحاج حمودة بن الرايس علي القصادري وهو في مالوف الهزل ، كذلك اطلع على المالوف الأندلسي واحتفظ في مكتبته بملخّص لكتاب ” ديوان المسرّات في علم النغمات ” لصاحبه أبو الصلت أميّة بن عبد العزيز الإشبيلي الأندلسي توفّي بالمهديّة سنة 523 ه هذا الملخّص احتوى على مقدّمة وثلاثة أبواب